لقد أصبحنا اليوم في زمن يتفاخر فيه الأغلب بل يتباهى بأن أطفاله اللذين يدرسون في مدرسة أجنبية لايتقنون العربية ولا يفهمون الأشعار العربية إذا ما سمعوها فهم متحدثون وناطقون بارعون بالغة الفرنسية والإنجليزية بالتأكيد لست ضد تعلم اللغات وخصوصاً الانجليزية فنحن نحتاجها بشكل شبه يومي . شئنا أم أبينا حتى في بلداننا العربية ولكنني مع الفخر والاعتزاز بأننا عرب. ومعرفة قيمة لغتنا الجميلة بكافة حروفها الغير موجودة في اللغات الأخرى. أنا فخور أن الله قدر لي أن أكون عربي وأن القرأن نزل بلغتي فلغتي تحمل كنوزا وتعبيرات وتشبيهات وبلاغة أراهن على عدم وجودها بأي لغة أخرى، ففي هذا تنمية للذهن .. هناك نماذج كتيرة من الأهل والجيران ممن لديهم أطفال أعرف إحداهن ابنتهم في الثامنة من عمرها، عربية وولدت في بلد عربي وأقرباؤها وأصدقائها عرب ، لاكن لا تتقن من اللغة العربية حرفاً . فقد وضعها والدها بكل فخر في بيئة معقمة بالكامل من أي نطق عربي فالمدرسة أمريكية والمربية أمريكية ووالداها لا يتحدثان معها إلى بي الأمريكية (اللغة الانجليزية). والأمر المر أن الأم تفتخر بذالك قائلة ، ابنتي لاتتحدت العربية كلموها بي الإنجليزية. صدقا أشفق على الصغيرة كلما رأيتها، كيف لها أن تتعلم القرآن وتصلي به، الله وهب هذه الصغيرة نعمة اللغة العربية. وبكل فخر وبرودة نزع منها والداها حق التمتع بهذه النعمة. وهناك العديد العديد من الناس الجهلاء الذين يعرفون من اللغة الفرنسية بضع كلمات يرددها حيثما جلس ليبدو -ظناً منه- بمظهر التمدن أو من الطبقة المجتمعية الراقية، وحقيقتا أن كل المبهورين بي الغرب ولغتهم وثقافتهم تجدهم ضعفاء الرأي والشخصية. أم أنهم نسو انه من مستحيل على المرء أن يغير جلده وأصله كقصة الغراب الذي أعجبته مشية طائر الحجل فأراد تقليدها .. فحاول في فترة من الزمن وعندما يئس أراد العودة لمشيته ولكنه نسيها، فلا هو أتقن مشية غيره ولا عاد لمشيته، أرجو أن يخرج هذا الجيل أكتر نظجا ووعيا وأن لا يقتل لغته في نفسه من أجل أن يتنفس لغة أخرى .. عبد الصمد احجيوج