باتت جمعية "إشراقة قلب" لآباء وأصدقاء الأطفال ذوي التثلث الصبغي بمدينة تطوان، مهددة بالإغلاق في أية لحظة، حيث أقدم مكتبها المسيّر على إنهاء علاج قرابة 20 طفل من ذوي متلازمة داون، وكذا تقليص الخدمات العلاجية التي تقدمها للأطفال المذكورين، وذلك بسبب "الاكراهات المادية والأزمة الخانقة التي تمر منها (الجمعية) خاصة أنها لم تتوصل بعد بمنحها السنوية". وفي هذا الصدد قالت رئيسة جمعية "إشراقة قلب" لآباء وأصدقاء الأطفال ذوي التثلث الصبغي، عزيزة بندازية في تصريح لجريدة "العمق"، إن "الجمعية تقدم خدمات علاجية وتقويمية، تشمل أخصائي نفسي، وتقويم النطق، وأخصائي نفسي حركي، وكذا الترويض الطبي، وأن كل هذه الأمور تكلّف مبالغ هائلة". وأكدت بندازية أن الجمعية تشتمل على "قسمين للدمج بمدرسة محمد السادس والتي جاءت في إطار اتفاقية شراكة مع مديرية التعليم بإقليم التطوان"، مشيرة إلى أن الجمعية تقدم وسائل النقل وخدمات أخرى للأطفال المذكورين، موضحة في السياق ذاته، أنّ "ما سبق ذكره يثقل كاهل الجمعية من الناحية القدرة على تغطية كل هذه المصاريف المادية خاصة وأننا لم نتوصل بدعم حقيقي". وأضافت: "الشيء الذي دفعنا كجمعية لإنهاء علاج 20 طفل وتقليص من عدة خدمات تقدمها "اشراقة" بسبب العجز المادي، قصد مسايرة الواقع والتكيف معه، إلى حين أن تقدم لنا الجهات المعنية الدعم الكفيل لاستمرار هذه الجمعية المهددة بالاندثار، والتي تعد الوحيدة النشيطة في هذا المجال بجهة الشّمال ككلّ"، تورد المتحدثة. وأفادت بندازية في السياق ذاته، أنّ "الأطفال الذين يعانون من التثلث الصبغي (متلازمة داون)، يتلقفون العادات السيّئة بشكل سريع، ما يجعل اختلاطهم، في مراكز وجمعيات أخرى مع أطفال آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، في وضعية جد صعبة". وناشدت المتحدثة ذاتها، الجهات المسؤولة ب"أن تتدخل لإنقاذ ما يقارب 170 طفل، وذلك بتقديم الدعم الحقيقي للجمعية لإنقاذها من الإغلاق وإنقاذ الأطفال من بعض المعاناة التي سيعيشها الأطفال المستفيدين إذا لا قدر الله أغلقت الجمعية"، مشيرة إلى أن "غالبية الأطفال من الطبقة المعوزة"، مشددة في الوقت نفسه، على أن "اشراقة قلب" تقدم "خدمات علاجية ونفسية من قبل أطر مختصة".