شهدت المملكة العربية السعودية الإثنين عدة تفجيرات، وقع أحدها فجراً بالقرب من موقف سيارات مستشفى بجوار القنصلية الأميركية بمدينة جدة، نفذه انتحاري دون وقوع قتلى من المدنيين، وقع تفجيران انتحاريان آخران مساء اليوم نفسه، قرب أحد المساجد بمنطقة القطيف، بينما استهدف تفجير انتحاري أخير موقف سيارات لقوات الطوارئ قرب الحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة، أسفر عن مقتل الانتحاري، وأربعة من رجال الأمن في حصيلة أولية. بسرعة بعد هذه الحادث الأليم انتشار الوسم التالي على مواقع التواصل الاجتماعي: #داعش_تنتهك_مسجد_الرسول_وقبره. وتوالت استنكارات المسلمين وغير المسلمين على استهداف أطهر بقعة على وجه الأرض مع مكةالمكرمة، المدينة النبوية أو طيبة، فكانت كلمتهم موحدة : "حتى قبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والمسجدالنبوي المطهر لم يسلم من أصوات انفجاراتهم المجنونة". لاشك كل أعداء الإسلام قديما وحديثا سعوا بكل الطرق والوسائل إلى الوصول إلى المسجد النبوي والقبر الشريف، لكن الله أفشل كيدهم وتخطيطهم، وحفظ نبيه حيا وميتا، وصان المدينةالمنورة المباركة الامنة ولؤلؤتها المسجد النبوي الشريف. لكن عدوا كذلك قديم جديد من أهل قبلتنا ومنذ فجر النبوة الكريم، وهو يوجه الطعنات ويقتل فضلاء الناس وعلمائهم وكرامهم، فيستبيح دمائهم ويغتصب أموالهم ويستحل أعراضهم بدون أقل نقطة من علم رصين صحيح، وفي المقابل يتورع عن حبة تمر ليهودي وقتل بعوضة حطت عليه، لمجرد شبهة علم. هذه الجرائم والمجازر لا يفعلها من طوائف الأمة الإسلامية إلا فرقتان ضالتان: الخوارج والروافض، وهما فرقتان نشأتا في وقتٍ واحدٍ ومن منبتٍ واحدٍ ،لكن كثيراً من أصولهما وغاياتهما تختلف، لكن يجمع بينهما تكفير المخالف لهم من المسلمين. أما خوارج أيامنا هذه، فهم الدواعش أصحاب القلوب المتحجرة والعقول المفخخة والرأي الباطل والفكر الهمجي، بعد تحريفهم لمسيرة الثورة السورية المباركة، وتبرير مجازر وجرائم الشيعة في حق أهل السنة بالعراق ( الفلوجة والرمادي والأنبار...)،وسفك الدماء في الكويت واليمن والعراق ولبنان والسعودية وغير من البلدان. تجرأ جهالة تنظيم داعش على أطهر البقع وأفضل مدن الأرض، المدينة النبوية الشريفة، والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يكيد أهل المدينة أحد إلا أنماع كما ينماع الملح في الملح في الماء) رواه الإمام البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام في من أذى المدينة وأهلها: (المدينة حرم من كذا إلى كذا، لا يقطع شجرها، ولا يحدث فيها حدث، من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). رواه الإمام البخاري. وهؤلاء الدواعش يفعلون عين ما نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام، فأحدثوا فيها الحدث وأي حدث: "سفكوا الدماء وخانوا من دعاهم إلى الإفطار في شهر كريم وليلة مباركة ومدينة مقدسة وبجوار قبر أفضل الأنام وسيد المرسلين وخير البشرية جمعاء". كانت عائشة رضي الله عنها ترسل لمن يضرب المسامير قرب قبر النبي صلى الله عليه وسلم تقول:(لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم). واليوم يأتي الدواعش الهوالك يفجروا عند قبره ومنبره وروضته ومسجده وبمدينته وبين أتباعه وإخوانه . لقد تجاوز الدواعش كل الحرمات، فلا يرعون حرما ولا حرمة، وليس لهم دين ولا ذمة، كعادة أسلافهم الأوائل في كل زمان مضى وفي كل مكان نجسوه بأقدامهم. قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في تغريدة له على موقع توتير، تعليقا على الانفجارات الكرادة ببغداد: " إن ما يدعى تنظيم الدولة أثبت أنه عدو لنفسه وللمسلمين". إن ما وقع في المملكة من تفجيرات إرهابية جبانة تهدف إلى إحراج المملكة العربية السعودية في شهر فضيل وبمدينة مقدسة أمام ملايين المسلمين بأنها غير قادرة على حماية الحرمين وضيوف الرحمان، وتحرج المملكة أما مواطنيها الشيعة بأنهم من طبقة الثانية فأمنهم اخر ما يفكر فيه ولاتهم، وأما تفجير جدة بجوار القنصلية الأمريكية فهدفه ضرب إنجازات المملكة في محاربة الإرهاب، وترسيخ أن الإرهاب خرج من المملكة ويعود إليها. كل الإرهاب الذي يصدر من تنظيم داعش وغيره مستنكر ومستهجن، لكن أخطره وأقبحه إرهابا رمى نجاسته على "طيبة الطيبة" محضن سيد البشر وإمام المرسلين، وكرام الصحابة وفضلاء الناس، ومعالم التاريخ الإسلامي المجيد. غرد أحد أهل المدينةالمنورة:" عذراً حبيبي يا رسول الله فلقد نحروا الأم والأب ويتموا الأطفال وفجروا بالصائمين والمصلين وهاهم عند قبرك يفسدون".