هل ننتظر مزيدا من الضحايا؟ في كل فصل صيف جديد يتعرض المغاربة للموت بسبب لسعات الأفاعي والعقارب والزواحف القاتلة، فلمادا تمتنع الدولة عن تجهيز مستوصفات ومستشفيات المملكة بالأمصال الضرورية لعلاج التسمم، هل السبب هو التكلفة الغالية التي ستطلبها هده الأدوية أم مادا؟ كأن الدولة تقول للمواطن أن صحتك لا تهمني وهناك ما هو أهم يشغلني وأخر شيء سوف أفكر فيه هو صحتك وسلامتك البدنية، هدا طبعا إن كانت أصلا الدولة تفكر وتستخدم العقل لصالح مواطنيها، الظاهر للعيان والدليل القاطع أن دولتنا مصابة بإعاقة فكرية أنها جعلت من أولوياتها اقتناء السيارات الباهظة الثمن لرؤساء الجماعات بمن فيها جماعات بمناطق نائية تعيش الفقر والعزلة، وتشييد صالونات وغرف نوم بمقرات الوزارات والبرلمان بأرقى الماركات من الآتات الفاخر، وجعل أرض المغرب مطرحا لأزبال محظورة قادمة من دول الخارج، وإرسال مسؤولين حكوميين وأطر حزبية لقضاء مناسك الحج والعمرة واستخلاص التكاليف من خزينة الدولة المغربية التي تعتمد على الضرائب التي يدفعها المواطنون البسطاء. هي أمثلة لبعض الحالات الشادة التي تمارسها الدولة ضد مواطنيها، وهي مناسبة ندعو من خلالها هدا المواطن البسيط إلا الوقاية لأن الدولة (الوحش) تركته عرضة للحشرات والزواحف القاتلة، وللمعلومة أن هذه الحشرات والزواحف السامة في طبيعتها لا تهاجم بل تهرب أو تدافع عن نفسها عكس الدولة (الوحش) التي تمارس التمييز والإقصاء بين مواطني الجبال والصحراء، وإلى أن يتم توفير الأمصال المضادة للدغات الأفاعي والعقارب، كما ندعو جمعيات المجتمع المدني إلى تنظيم أياما تحسيسية في توعية المواطنين بخطورة المسألة، كما نقترح على وزارة الصحة إقامة دورات تكوينية بتنسيق مع المراكز الصحية بالمناطق الجبلية وعقد اجتماعات مع رؤساء الجماعات المحلية والبلديات والسلطات المحلية، من أجل تكوين عدد من الأطقم الطبية من أجل التدخل خلال تعرض المواطنين للسعات العقارب، مع ضرورة العمل على التنسيق المسبق بين المراكز الصحية والمستشفيات الإقليمية والمركزية.