تسبب في ارتفاع نسبة الوفيات وإثقال كاهل الدولة بتكاليف الاستيراد ما إن ترتفع درجات الحرارة خلال شهري يوليوز وغشت، حتى تتحول حيوات المواطنين في بعض مناطق المغرب إلى كابوس بسبب جيوش العقارب والأفاعي التي تخرج من جحورها لتفتك بهم.. وبالرغم من جهود وزارة الصحة للحد من الوفيات في صفوف ضحايا العقارب والأفاعي، إلا فإن العدد ماض في الارتفاع سنة بعد أخرى. ووفق إحصائيات المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، فإن 30 ألف مواطن يتعرضون كل سنة للسعات العقارب، يلقى منهم حوالي 150 مصابا حتفه، 95 % منهم أطفال تقل أعمارهم عن 15 سنة، كما يتعرض زهاء 100 شخص للدغات الأفاعي السامة كل عام. ويعزو علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، استمرار الوفيات بسبب لسعات العقارب أو لدغات الأفاعي إلى توقف معهد «باستور» عن إنتاج الأمصال المضادة لهذه السموم منذ سنة 2001. وبينما يبرر مكي لعلاوي، مدير المعهد، قرار التوقف هذا ب«قلة إمكانيات» المعهد وعدم توفره على تجهيزات وآليات تستجيب للمعايير الدولية، تؤكد رشيدة السليماني بن الشيخ، مديرة المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أن وزارة الصحة توقفت عن استعمال الأمصال المضادة لسموم العقارب لكونها «لم تعد مجدية في العلاج، بل باتت تشكل خطورة على صحة الإنسان بسبب بعض التأثيرات الجانبية». وقالت إن الوزارة اعتمدت بدل هذه الأمصال على استراتيجية وطنية لعلاج المصابين بلسعات العقارب من دون أمصال، وذلك من خلال تزويد مختلف المستشفيات والمراكز الصحية بأدوية ووسائل جاهزة للاستخدام. لكن، في المقابل، أكدت بن الشيخ ل«أخبار اليوم» ضرورة استخدام الأمصال المضادة لسموم الأفاعي، وشددت على أن تكون منتجة محليا. وأشارت إلى أن المركز الذي تديره يعمل حاليا على استيراد 150 حقنة من الأمصال المضادة لسموم الأفاعي وتوزيعها على المناطق المتضررة من سموم الأفاعي...