يعد قرار المغرب الأحادي الجانب بسحب قواته من منطقة الكركرات بالصحراء في الحدود مع موريتانيا، بهدف احترام وتطبيق طلب أنتونيو غوتيريس، يسود قلق كبير وسط الأممالمتحدة بسبب تطورات ملف الصحراء، إذ لا يرغب الأمين العام الجديد انفجار الملف بعد ثلاثة أشهر من وصوله إلى الأمانة العامة، حيث أشارت مصادر مقربة من الأممالمتحدة، أن هناك احتمال قيامه بزيارة خاطفة إلى المنطقة لتفادي نشوب الحرب بعد قرار أبريل المقبل أو على الأقل اجتماعه بمسؤولي كبار من الطرفين، المغرب وجبهة البوليساريو. وحسب صحيفة "القدس العربي"، فهناك نقاش يسود وسط الأممالمتحدة بزيارة لغوتيريس للرباط ومخيمات تندوف، أو إذا تعذر الأمر بسبب الأجندة إجراء لقاء مع مسؤولين كبار من المغرب وجبهة البوليساريو في محاولة لتجنب الأسوأ، حيث لم يتم الحسم في أي احتمال من الاحتمالين. وتتجلى مخاوف الأممالمتحدة، حسب الصحيفة، في أن المغرب سيرفض رفضا تاما استئناف المفاوضات مع جبهة البوليساريو طالما تتواجد قواتها في منطقة الكركرات، حيث أصبحت قوات هذه الجبهة، تراقب الشاحنات التجارية بين المغرب وموريتانيا وباقي غرب إفريقيا. وترفض البوليساريو الانسحاب، وتعتبر "الكركرات مدخلا جديدا لمعالجة الملف، وترى أنه إذا لم يسفر القرار المقبل لمجلس الأمن على خطة واضحة لإجراء استفتاء تقرير المصير قد تلجأ إلى الحرب". وهناك ثلاثة عوامل تدعو للقلق على الاستقرار في المنطقة، الأول وهو عدم معارضة الجزائر لخوض البوليساريو للحرب، والثاني وهو وجود إبراهيم غالي على رأس جبهة البوليساريو الذي كان دائما يدعو إلى استئناف الحرب، وأخيرا هو الاعتقاد السائد وسط جبهة البوليساريو بأن الحرب هي الكفيلة بتحريك هذا الملف وإعادة الأضواء الدولية عليه. وأشارت الصحيفة، أن "مساعي الأممالمتحدة ستركز كثيرا على لقاء مسؤولي الطرفين لامتصاص الاحتقان الحاصل علاوة على تقديم الأمين العام لتقرير قد يتضمن آليات الثقة والحوار عبر استئناف المفاوضات على أسس جديدة لإقناع الطرفين بتفادي الحرب".