سخر الإعلامي والممثل جيمي كيميل، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال حفل جوائز الأوسكار، وتهكم على اضطراب المشهد السياسي في الولاياتالمتحدة والعالم منذ وصول "نجم تلفزيون الواقع السابق" إلى البيت الأبيض، على حد وصفه. وبخلاف سلسلة من الطرف والنوادر ظل يعود إليها طوال الحفل، بينه وبين صديقه القديم الممثل مات ديمون، كان ترامب هو الموضوع المفضل لدى كيمل. وحفاظًا على طابعه الخاص في تقديم البرامج الذي يجمع فيه بين جمود الوجه والنبرة التهكمية، كانت تعليقات كيميل الاجتماعية حادة لكنها اتسمت في الوقت نفسه بضبط النفس، ولم يضيع كيمل وقتًا يذكر فتناول منذ البداية الضجة السياسية التي تميز بها موسم الجوائز السينمائية في هوليوود. قال كيمل متعجبًا عقب ظهوره على خشبة المسرح في قاعة دولبي بهوليوود: "هذا البث يشاهده الآن على الهواء ملايين الأمريكيين وفي مختلف أنحاء العالم في أكثر من 225 دولة تكرهنا الآن. أعتقد أن هذا شيء مذهل". وأصر على أنه "لا يجد من الكلمات ما يسهم في توحيد البلد المنقسم، وحث المشاهدين على بذل جهدهم لتحقيق المصالحة بالتواصل مع الخصوم السياسيين الذين يعرفونهم شخصيًا من أجل إقامة حوار متأن لا باعتبارهم ليبراليين ومحافظين بل باعتبارهم أمريكيين". وأضاف "إذا استطعنا جميعًا أن نفعل ذلك، فبوسعنا أن نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" في إشارة إلى شعار ترامب في حملته الانتخابية. كما أبدى كيميل رغبته في توجيه بعض اللوم إلى أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية على عيوبها، فعقد مقارنة بين الانتقادات التي وجهت إلى كل من الرئيس وجوائز الأوسكار بسبب انعدام الحساسية العنصرية. وقال: "أود أن أقول شكرًا لك أيها الرئيس ترامب. أقصد أتذكر العام الماضي عندما بدا وكأن جوائز الأوسكار عنصرية؟" موجهًا سؤالًا مجازيًا في إشارة إلى الجدل الذي ثار حول الجوائز في العام الماضي لخلو قائمة الترشيحات من المرشحين السود. وتوج كيميل ذلك الحوار الذاتي بإشادة متعمدة غير مباشرة بنجمة السينما ميريل ستريب المرشحة الدائمة لجوائز الأوسكار، التي دفع تنديدها الحاد بترامب من فوق خشبة المسرح في حفل جوائز "جولدن جلوب" خلال يناير/ كانون الثاني، الرئيس إلى إطلاق تغريدة غاضبة على تويتر وصفها فيها بأنها "واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود". ثم أشار إلى أنها مرشحة للفوز بجائزة الأوسكار للمرة العشرين في حياتها الفنية كأفضل ممثلة عن فيلم (فلورنس فوستر جنكينز) قبل أن يطلب منها أن تقف وينحني لها احتراما وسط تصفيق حاد من جمهور الحاضرين وقوفًا. في وقت لاحق من الحفل سعى كيميل إلى تأجيج الخصومة بين ستريب وترامب مرة أخرى فبدا وكأنه يرسل تغريدة إلى الرئيس إذ ظهرت رسالة على شاشة كبيرة خلفه تقول "يا دونالد ترامب الحقيقي. هل أنت مستيقظ؟ #ميريل تقول أهلا". وتناقضت عبارات السخرية الحادة ذات الطابع السياسي مع أغنية ورقصة الافتتاح الرقيقة التي قدمها جاستن تيمبرليك، وأدى فيها أغنية (كانت ستوب ذا فيلنج) المرشحة للأوسكار من فيلم الرسوم المتحركة (ترولز). وقد استعان المسؤولون بكيميل (49 عامًا) لتقديم حفل الأوسكار وهو من أكثر الأعمال صعوبة في هوليوود، وذلك بعد أن قدم حفلين لإعلان جوائز ايمي التلفزيونية وكانت المرة الأخيرة حفل العام 2016. كما قدم حفل جوائز الموسيقى الأمريكية.