حملت الحملة الانتخابية للتشريعيات الإسبانية في علاقة بانتظارات المغرب من نتائجها مفارقات داخل "النسيج المغربي". بين تهيب الدولة من صعود اليسار الراديكالي وهو الذي يبدو خصما ّلذوذاّ لوحدة المغرب الترابية، وبين تهيب الجالية المغربية في إسبانيا التي ظلت تنتظر لهذا اليسار مخلصها من مشاكلها ولذلك كانت كل الاستطلاعات التي أجريت خلال الحملة تمنح أصوات المهاجرين المغاربة لحزب "بوديموس" الصاعد، ولو أنه يعادي وحدة وطنها الترابية. ومع نتائج الأحد، التي منحت الفوز للحزب الشعبي بأغلبية مريحة، ستبوؤه مهمة تشكيل الحكومة الإسبانية القادمة، بدا أن المغرب الرسمي تنفس الصعداء وهو ينظر إلى فوز الحزبي الشعبي، بما يعني أنه سوف لن تكون ثمة مشاكل مع الجار الإسبانسي خلال المرحلة القادمة مرتبطة بقضية الصحراء. وفي الانتخابات التي تجري الأحد في اسبانيا، يتبين من خلال استطلاع بعض الآؤاء وفايسبوك نشطاء مغاربة وكذلك التصويت السابق، يميل جزء هام من المغاربة الى كل من حزب أو ائتلاف أونيدوس-بوديموس بسبب مواقفه الإيجابية من الهجرة. وانخرط عدد من المغاربة في الحملة الانتخابية لهذا الائتلاف وخاصة الشباب منهم بل حتى المغاربة الذين سوف لن يصوتوا ومنهم الطلبة. ويستمر بعض المغاربة في الترحيب بالحزب الاشتراكي، لكن تراجع التعاطف مع ظهور بوديموس. ويوجد مغاربة آخرون يفضلون أحزاب قومية في كتالونيا وبلد الباسك، وجزء هام منهم من الناشطين الأمازيغ خاصة في حالة الحزب الجمهوري الكتالاني. ولا يفضل المغاربة نهائيا التصويت على الحزب الشعبي في الانتخابات الحالية كما في الانتخابات السابقة بسبب مواقفه القريبة من الأحزاب المتطرفة في الهجرة وبعض الملفات الاجماعية. وتبقى المفارقة، أن الدولة المغربية التي لم تكن تحبذ نهائيا الحزب الشعبي في الماضي بسبب المشاكل وخاصة في حقبة خوسي ماريا أثنار، تفضل الآن استمرار هذا الحزب في السلطة تحت قيادة ماريانو راخوي نظرا للهدوء الذي شهدته العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة ومنها في قضية الصحراء. بينما لا ترتاح نهائيا لمواقف حزب أونيدوس-بوديموس في قضية الصحراء. وكانت قد أسفرت نتائج الانتخابات التشريعية المكررة في إسبانيا التي جرت أمس الأحد، عن فوز الحزب الشعبي، فيما خذلت تحالف اليسار الراديكالي "أونيدوس-بوديموس" الذي حل ثالثا بعد الحزب الاشتراكي وفي الوقت الذي سجل فيه تراجع ملحوظ للحزب الليبرالي سيودادانوس". للإشارة، تعتبر انتخابات الأحد، إعادة لتلك التي جرت يوم 20 دجنبر الماضي، بعدما فشلت الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة.