رغم مرور حوالي شهر ونصف على الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي الجديد، ما تزال نيابة التعليم بطنجة تعيش على وقع احتجاجات يومية للأساتذة والتلاميذ وأوليائهم، بلغت ذروتها الأسبوع الجاري، مع نزول المحتجين إلى مقر النيابة ومحاصرتها يوميا لساعات طويلة. ويشتكي الأساتذة والتلاميذ من الخصاص الكبير الذي تعرفه نيابة طنجة - أصيلة، على مستوى الأطر التربوية، وخصوصا في مواد الرياضيات والفرنسية والاجتماعيات، حيث تعاني معظم الثانويات الإعدادية والتأهيلية بالمدينة من نقص في الأساتذة المتخصصين في هذه المواد، مما تسبب في حرمان الكثير من الأقسام من دروسها إلى حدود الساعة. النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية بالإقليم تواصل احتجاجاتها اليومية، التي عرفت تصعيدا أمس الأربعاء، عندما حاصر عشرات الأساتذة مقر النيابة، رافعين شعارات منددة بالنائب الإقليمي، الذي تتهمه النقابات بالتقصير والتماطل في حل المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات التعليمية. وأكد جمال العسري، منسق النقابات الخمس، في تصريح ل"العمق المغربي"، أن ما أسماها سياسة "الآذان الصماء" التي ينتهجها النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، سيدفع الأساتذة غلى مزيد من التصعيد، مستنكرا حرمان التلاميذ من الظروف الطبيعية للتمدرس، بسبب نقص الأطر التربوية من جهة، والاكتظاظ من جهة أخرى، وعدم جاهزية بعض المؤسسات التعليمية من جهة ثالثة. أسباب دفعت التلاميذ بدورهم إلى الاحتجاج أمام المؤسسات التعليمية، ومنها انطلقت مسيرات حاصرت مقر النيابة خلال الأيام الأخيرة، كما نفذ عشرات من آباء وأولياء أمور التلاميذ، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام النيابة، مطالبين النائب الإقليمي بتحمل مسؤولياته في ضمان السير العادي للموسم الدراسي، ومستنكرين حرمان أبنائهم من دروسهم. وقد صرح عدد من المحتجين ل "العمق المغربي" بأن النيابة عمدت إلى إغلاق بعض المؤسسات التعليمية من أجل إصلاحها، ونقلت التلاميذ للدراسة في مؤسسات أخرى بعيدة عن محلات إقامتهم، مما يعرضهم لمخاطر التنقل، في الوقت الذي لم ينطلق فيه العمل بعدد من المؤسسات التعليمية التي أصبحت جاهزة. وتشهد أبواب وساحات العديد من المؤسسات الثانوية والابتدائية بطنجة، بشكل يومي، وقفات احتجاجية ومظاهرات تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ الموسم الدراسي للتلاميذ المتضررين.