كان اليهود المغاربة نجوماً في الغناء الشعبي، خصوصاً في الأربعينات والخمسينات، قبل أن يهاجر غالبيتهم إلى بلدان عدة، وهذا ما أدى إلى اختفاء هذه الموسيقى تدريجيا من الساحة الفنية المغربية، التي كانت رمزاً للتعايش والسلام بينهم، إلى أن ظهر مؤخرا فنانون مغاربة، حاولوا إحياء هذا التراث التقليدي بصيغة جديدة. "هاك آ ماما"، أغنية تراثية مغربية، يقال بأن أصلها الجغرافي هو ملاح مدينة صفرو، حيث كان اليهود يغنوها آنذاك في أوقات الفرحة والصخب. لا أحد يعرف تحديدا اسم كاتبها الأصلي، مثل الآلاف من الأغاني التراثية المغربية المجهولة، والمصممة علي البقاء، أداها العديد من المغنيين اليهود والمسلمين المغاربة، كما مرت من محطات عدة، من المسرح والغناء اليهودي المغربي في الستينات ومن الجيل المعاصر للموسيقي المغربية الحديثة. "هاك آ ماما" نسخة "بوجميع" وظهرت النسخة الأولى من أغنية "هاك آ ماما"، في مسرحية "الحراز"، المقدمة من طرف المسرح البلدي تحت إشراف الطيب الصديقي، حيث قدم فيها "بوجميع" مؤسس فرقة "ناس الغيوان"،عددا من الأغاني التراثية من ضمنها "هاك آ ماما". "هاك آ ماما" نسخة زهرة الفاسية زهرة الفاسية، وهي فنانة مغربية يهودية من مدينة صفرو، اشتهرت بتأدية أغنية "هاك آ ماما"، في سنوات العشرينيات من القرن الماضي، وبعدها غناها العديد من الفنانين. "هاك آ ماما" نسخة حاييم بوطبول حاييم بوطبول مغني وموسيقي يهودي مغربي، اهتم بإعادة أغاني من التراث الشعبي المغربي في قالب مختلف، معتمدا على شكل موسيقي كان منتشرا في الستينات بالمغرب، وأعاد توزيعها بمصاحبة أخويه على الإيقاع والكمان. "هاك آ ماما" نسخة فيصل عزيزي وعرفت الأغنية توجها آخرا في نسخة فيصل عزيزي، مؤسس مجموعة "كلمة"، التي حققت نجاحا كبيرا بأغنية "كيف المعاني"، إلا أن المجموعة اختفت عن الوسط الفني، ليظهر فيصل مؤخرا بألبومه السينجل الأول، حيث أعاد إحياء أغنية "هاكا آ ماما"، معتمدا على أسلوب موسيقي حديث. "هاك آ ماما" نسخة أسماء لمنور تعرف الجمهور المغربي مؤخرا على أغنية "هاك آ ماما"، من خلال صوت نسائي له صيته داخل الساحة الفنية المغربية والعربية، حين قدمتها أسماء لمنور كجينيريك سلسلة "لوبيرج" الذي يعرض حاليا على القناة الثانية.