عبر العديد من النساء المسلمات في أستراليا عن تزايد شعورهن بالخوف والقلق من موجة معاداة الإسلام السائدة بالبلاد، وفق ما نشر موقع جريدة "سيدني هيرالد مورنينغ". وأوضحن هؤلاء النساء أن الجالية المسلمة تعيش أوقاتا صعبة ويحاول بعض أفرادها إخفاء هويتهم الدينية قدر الإمكان تجنبا للمشاكل والأفكار المغالطة عن الإسلام. وقالت الشابة موكا ذات الأصول الأفغانية: "لقد جئت لأستراليا في السن الثالثة من عمري، لطالما اعتقدت أن أستراليا بلدي إلى حين ارتديت الحجاب. اليوم كل المسلمين إرهابيون. عندما ارتديت الحجاب خسرت صديقتين لأنهما ترفضان التعامل مع بنت ترتدي الحجاب". أضافت: "لقد تعرضت لمضايقات عديدة ومن بينها إشهار مواطن لسكين في وجهي، لذلك لا أشعر بالأمان في الشارع، ينبغي علي أن أكون حذرة من أي اعتداء، فالمجتمع أصبح غريبا وعدائيا على الرغم من أنه لا ينبغي وجود أي تمييز بين شابة محجبة وأخرى غير محجبة، فاحترام الآخر قاعدة لا تقبل الاستثناء". وعلى نحو مماثل، ذكرت أمالينا رحمت (21 سنة)، ذات الأصول الماليزية: "لقد قدمت إلى أستراليا كطالبة في جامعة سيدني، غير أنني شعرت بالخوف وبالاختلاف عن باقي زملائي. عندما يطلب منا تكوين مجموعات للعمل يتجاهلني الزملاء، وأضطر إلى العمل مع الأستاذ. ربما يرجع السبب إلى طريقة نطقي للغة الإنجليزية، أو إلى لون بشرتي أو ربما إلى الحجاب الذي أرتديه". وأشارت إلى أن "الطلاب يتعاملون معي بشكل مختلف، بينما أنا مجرد إنسان عادي، ولقد تعرضت لمضايقات في يوم من الأيام من قبل عضو مجموعة يمينية متطرفة ومعاد للإسلام. لا يقتصر الأمر علي فقط، بل حتى زميلتي في السكن التي وصفها أحد المارة في الشارع بألفاظ بذيئة". كما شددت على أنه "رغم صغر هذه التفاصيل فإن تراكمها قد يؤدي إلى أمور أفظع". أما دال أوبا (37 سنة)، ذات الأصول اللبنانية، فأكدت أن "العيش في أستراليا مرهق نفسيا، لأن على المرء إثباث نواياه إلى الآخرين. كما أنني رفضت العمل في أرقى الجامعات الأسترالية بسبب ضرورة أخذ القطار من أجل الوصول إليها، فالسفر أمر مخيف أيضا". وألمحت سارة الشحاتة (21 سنة)، إلى أن "المسلمين يصورون على أنهم إرهابيون، أفكر كل صباح في كيفية مواجهة الاعتداءات اللفظية والجسدية التي قد أتعرض لها. أفكر أيضا في أن حجابي قد يحاول أحد المتطرفين نزعه بكل عنف، أو يرمقني بنظرات غريبة بسبب هويتي الدينية"، مضيفة: "أشعر بالخوف كلما خرجت إلى الشارع، هناك أناس يبتسمون في وجهي غير أنني لا أريد هذا التعاطف بل أطمح إلى الشعور بالاطمئنان. كما لا أريد أن أشعر بالخوف لمجرد ارتدائي للحجاب في الشارع". وعن كون الجالية المسلمة أقلية في البلاد، لفتن هؤلاء النسوة الانتباه إلى كل الجهود المبذولة من قبل أفراد الجالية بغية إثبات انتمائهم إلى أستراليا،. تظل محاولات إثبات مواطنة المسلمين في ظل الظروف الراهنة تعيقها الاعتداءات الإرهابية التي يشهدها العالم، وتقلل من فرص نجاحها بينما تتزايد موجة معاداة الإسلام يوما بعد يوم.