اكتشف علماء ما يبدو أنها "براكين تنبثق منها كتل جليدية" على سطح الكوكب القزم بلوتو، حسب ما أفاد بحث أمريكي نُشرت نتائجه أمس الإثنين، وهو ما جعل الباحثين في علوم الفضاء يثيرون أسئلة بشأن ما إذا كان هذا الكوكب النائي الصغير نشطا من الناحية الجيولوجية. وترسم هذه النتائج، التي نشرت خلال اجتماع للجمعية الفلكية الأمريكية بمنطقة "ناشونال هاربور بماريلاند"، صورة أكثر تعقيدا عن ذي قبل أمام العلماء بالنسبة إلى كوكب بلوتو وأقماره. العالم "آلان ستيرن" عالم الكواكب بمعهد "ساوث وست" ورئيس الفريق المشرف على برنامج المسبار الآلي (نيو هورايزونز) التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، قال للصحفيين خلال مؤتمر صحفي "تبعث منظومة بلوتو الحيرة في نفوسنا". ورصد المسبار (نيو هورايزونز) شقوقا عميقة كثيرة على سطح بلوتو طول أكبرها 322 كيلومترا، وقال "وايت" الباحث في برنامج المسبار التابع لناسا، إن وجود مثل هذه التصدعات الكثيرة على هذا الجانب من بلوتو يوضح أن سطح قشرته الخارجية شهدت تمددا كبيرا في أحد الأزمنة التاريخية، فيما ولا تزال الصور والقياسات التي التقطت خلال اقتراب المسبار من الكوكب تصل تباعا إلى الأرض. وأوضحت صور التقطها المسبار بعد أن اقترب من الفلك الجليدي طبقة سميكة من الأجواء الضبابية الكثيفة فيما كشفت صور قريبة من سطح الكوكب عن دفقات من غاز النيتروجين المتجمد. وكانت النتائج التي تمخضت عنها رحلة المسبار متوجا رحلته التي استغرقت تسع سنوات ونصف السنة، اكتشاف منخفضات وصخور ووديان وجبال شاهقة على بلوتو بعد أن أصبح على مسافة 12550 كيلومترا من الكوكب النائي وأقماره الخمسة. ومن بين 50 تقريرا سيطرحها باحثو المسبار هذا الأسبوع على بساط البحث، إلقاء نظرة ثاقبة على جبلين على سطح بلوتو يتجاوز قطر كل منهما 161 كيلومترا ويزيد ارتفاع كل منهما عن بضعة كيلومترات وعلى قمة كل منهما منخفض يضاهي البراكين التي عثر عليها على المريخ وأخرى على كوكب الأرض. وعلاوة على ما تطلقه براكين بلوتو من الصخور المنصهرة فإنه ينبعث منها أيضا الماء المتجمد وغازات متجمدة مثل النيتروجين والأمونيا والميثان. ويشك العلماء في أن تحلل عناصر مشعة بصورة طبيعية في جوف الكوكب كان مصدر الحرارة التي ساعدت على تحوله. وتصل درجة حرارة سطح بلوتو إلى 235 درجة مئوية تحت الصفر، ما يعني أنه من الصعوبة بمكان أن يكون جليده مكونا من الماء وبدلا من ذلك يتكون معظم جليد سطح بلوتو من غاز النيتروجين المتجمد. ويدور بلوتو حول الشمس مرة كل 248 سنة، في مدار يتغير ويتبدل مع تغير الفصول والمواسم، ويقترب بلوتو في دورانه حول الشمس على مسافة أقل من تلك التي يقترب بها كوكب نبتون.