تنبا الأطباء بوفاته خلال عامين، نتيجة إصابته بمرض نادر عندما كان عمره 21 عاماً، إلا أنه عاش ما يزيد على خمسين عاماً حتى تجاوز عمره الآن ال 72 عاماً، الأمر الذي أدهش العديد من الأطباء لسنوات طويلة، ليصبح نموذجاً في تحدي الإرادة، إنه العالم “ستيفن هوكينج” أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم. وقهر عالم الفيزياء البريطاني مرض “التصلب الجانبي” الذي جعله مقعداً تماماً غير قادر على الحركة، ومع تطور مرضه وأيضاً بسبب إجرائه عملية للقصبة الهوائية بسبب التهابها، أصبح هوكينج غير قادر على النطق أو تحريك ذراعه أو قدمه، لذا فقامت شركة “إنتل” للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير كمبيوتر خاص متصل بكرسيه المتحرك يستطيع به التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكترونياً وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينه ورأسه وعن طريق حركة العينين، حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقا فى الجهاز تمثل الكلمات والأوامر. كما قامت شركة “سويفت كي” بتطوير لوحة مفاتيح للهواتف الذكية بنظامي “أندرويد” و”أي أو إس” ودمجها بالتعاون مع شركة “إنتل” في النظام الذي يستخدمه عالم الفيزياء “ستيفن هوكينج” في التواصل، حيث توفر لوحة المفاتيح “سويفت كي” محركا تنبؤياً عالي الدقة يساعد المستخدم في الكتابة بشكل أسرع، عبر اقتراح للكلمات التالية التي يتوقع النظام التنبؤي بأن المستخدم يعتزم إدخالها، ومن خلال الإكمال التلقائي للكلمات التي يقوم المستخدم بكتابتها. وتقوم لوحة المفاتيح بالتعلم من أسلوب المستخدم في الكتابة، كما تقوم بتحليل ما يكتبه ضمن بريده الإلكتروني وحساباته في شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تقديم اقتراحات أدق، كما قامت “سويفت كي” بالتعاون مع “إنتل” بإدراج كتب ومحاضرات هوكينج ضمن النظام كي يتم استنباط أسلوبه في الكتابة والعبارات التي يستخدمها بهدف تقديم احتمالات دقيقة، كما تم زيادة الكلمات التي يتم اقتراحها من ثلاث كما هو في الهواتف الذكية إلى عشرة في النظام الخاص بهوكينج. كما قام مساعدوه بتثبيت جهاز استشعار في خده، يقوم بإرسال إشارة في كل مرة يحرك فيها خده أو يومض بعينه، ويترجم الجهاز ذلك إلى كلمات، واستخدم “هوكينج” هذا النظام الذي كان يعتمد نظام التشغيل “ويندوز” فترة طويلة، حتى أصبح بعد ذلك غير قادر على تحريك خده أو عينيه بنفس السرعة، ولم تعد التقنية المستخدمة في الجهاز قادرة على مواكبة البطء في تلقي الأوامر الصادرة منه. ”هوكينج” ينافس “إسحق نيوتن” وبرغم كل هذه الصعوبات، لم يستسلم هوكينج للمرض واستطاع أن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء، فرغم أن أيديهم كانت سليمة ويستطيعون أن يكتبوا المعادلات المعقدة ويجروا حساباتهم الطويلة على الورق كان بطريقة لا تصدق يجري هوكينج هذه الحسابات في ذهنه، ويفخر بأنه حظى بذات اللقب وكرسي الأستاذية الذي حظى به من قبل السير “إسحق نيوتن”، وهو حالياً من أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم. ودرس هوكينج في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء، كما أكمل دراسته في جامعة كامبريدج للحصول على الدكتوراه في علم الكون، وله أبحاث نظرية فى علم الكون وأبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، وله دراسات في التسلسل الزمني. وفي عام 1971 أثبت بالتزامن مع عالم الرياضيات روجر بنروز نظريته التي تثبت رياضياً وعبر نظرية النسبية العامة لأينشتاين بأن الثقوب السوداء أو النجوم المنهارة هى حالة تفردية في الكون “أي أنها حدث له نقطة بداية في الزمن”، وفي عام 1974 أثبت نظرياً أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعاً على عكس كل النظريات المطروحة وسمى هذا الإشعاع باسمه “إشعاع هاوكينج” واستعان بنظريات ميكانيكا الكم وقوانين الديناميكا الحرارية. كما طور مع معاونه “جيم هارتل” من جامعة كاليفورنيا نظرية اللاحدود للكون التى غيرت من التصور القديم للحظة الانفجار الكبير عن نشأة الكون إضافة إلى عدم تعارضها مع أن الكون نظام منتظم ومغلق، وهى النظرية التى سميت بعد ذلك بالانفجار الكبير، وفي عام 1988 نشر كتابه “موجز تاريخ الزمن” الذي حقق أرقام مبيعات وشهرة عالية. وفي عام 2007، قام ستيفن هوكينج بتجربة انعدام الجاذبية، تمت هذه التجربة بواسطة طائرة بوينج 727 معدلة تحلق على ارتفاع 32 الف قدم بزاوية شبه حادة ومن ثم تنخفض إلى ارتفاع 22 ألف قدم بحيث يتمكن من المرور بتجربة انعدام الجاذبية لمدة 25 ثانية. وانضم ستيفن هوكينج مؤخراً إلى موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” عبر صفحة رسمية خاصة به ليحصد مليون إعجاب بأقل من 10 ساعات، إذ سجلت الصفحة حتى الآن مليون و122.663 معجب