أجرت السيدة بهيجة سيمو، مديرة مديرية الوثائق الملكية، في برلين، مجموعة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين في مختلف المؤسسات والمصالح المتخصصة في مجال الأرشيف، تركزت حول الاتفاق على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المغرب وألمانيا في هذا المجال. وقد اطلعت السيدة سيمو، خلال زيارتها لبرلين التي استغرقت أربعة أيام واختتمت أمس، والتي جاءت بدعوة من وزارة الخارجية الألمانية، على مجموعة من مصالح الأرشيف المتواجدة بالعاصمة الألمانية، خاصة منها بوزارة الخارجية، والأرشيف الفيدرالي، وأيضا بعدد من المؤسسات التي تتوفر على مخزون أرشيفي هام حول جميع مراحل تاريخ ألمانيا الحافل بالأحداث السياسية والفنية والثقافية والعلمية وغيرها. كما وقفت السيدة سيمو على سير العمل بهذه المؤسسات وعلى مخزونها من الوثائق والأشرطة والكتب وطرق حفظ هذه الكنوز المعرفية والأجهزة والأدوات المستعملة لتخزينها بشكل يضمن صيانتها وتقديمها للجمهور الواسع للنهل منها. وقد تم التأكيد، خلال المباحثات التي أجرتها مديرة مديرية الوثائق الملكية مع المسؤولين على المصالح الأرشيفية، على تبادل الخبرات والتجارب في مجال الأرشيف بين المغرب وألمانيا، خصوصا فيما يتعلق بالحفظ وعمليات الصيانة والترميم والرقمنة من أجل تقوية مجال التخزين. كما أكد الجانبان على أهمية إغناء الرصيد الوثائقي المحفوظ لدى البلدين خاصة منه المتعلق بالعلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الألمانية على امتداد التاريخ. وشملت المقترحات التي عبر عنها الطرفان بحث إمكانيات إصدار مؤلف مشترك يتناول موضوع تاريخ العلاقات الألمانية المغربية وكذا تنظيم معرض متجول في كلا البلدين يتناول المراحل التاريخية التي ربطت المغرب بألمانيا عبر التاريخ. كما تم التطرق، خلال هذه المباحثات، إلى التعاون القائم بين البلدين على المستوى الثقافي والوثائقي وإبراز عمق العلاقات المغربية الألمانية في هذا المجال الذي يعد عنصرا هاما في تقريب الأمم والشعوب ويعطي صورة صحيحة وواضحة عن تاريخها وتراثها. فضلا عن ذلك، أكد الجانبان على أهمية تشجيع البحث العلمي من خلال توفير المادة الأرشيفية اللازمة للعلماء والباحثين والدارسين في كلا البلدين وتمكينهم من الوصول إلى كل المعلومات العلمية والمعرفية لإنجاز بحوثهم من خلال استعمال أحدث الوسائل التقنية لاستغلال قاعدة المواد الأرشيفية.