تتكاثف الجهود الدولية لمكافحة فيروس إيبولا. فقد بدأت العديد من مراكز البحوث الدولية في تطوير لقاحات وإجراء اختبارات سريرية للسيطرة على الوباء. ويٌنتظر توفير عشرات الآلاف من جرعات اللقاحات التجريبية بحلول العام القادم. تتخذ العديد من الدول مجموعة من الإجراءات بهدف الحد والوقاية من خطر تفشي وباء إيبولا القاتل. وذلك عبر تعزيز المراقبة في المطارات وارتداء الممرضين والأطباء للأزياء الطبية الواقية لحمايتهم من انتقال عدوى الفيروس إليهم. غير أن هذه الإجراءات الوقائية لم تنجح في الحد من انتشار هذا المرض الخطير الذي عبر الحدود الأفريقية ليصل إلى أوربا وأمريكا أيضا. وهو ما دفع العديد من الدول إلى تعزيز جهودها، خاصة في مجال البحث العملي من أجل إيجاد حلول علاجية تقضي على هذا المرض بشكل نهائي.
لقاح تجريبي لإيبولا
منظمة الصحة العالمية بدورها تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، حيث كشفت عن إستراتيجية جديدة لمكافحة تفشي فيروس الإيبولا، الذي راح ضحيته أكثر من 4500 شخص حتى الآن. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في جنيف أن تجريب أدوية مكافحة فيروس إيبولا وجمع عينات من دم الناجين من المرض ستبدأ في غرب أفريقيا في غضون أسابيع. وفي هذا الصدد قالت ماري بول كيني مديرة قسم معلومات الصحة في منظمة الصحة العالمية إن "المنظمة والمنظمات الشريكة لها تقوم حاليا باختيار مراكز العلاج في غينياوليبيريا وسيراليون من أجل اختبار الأدوية التجريبية لمكافحة إيبولا".
وأكدت كيني أن عشرات الآلاف من جرعات اللقاحات التجريبية ستكون جاهزة بحلول كانون الثاني/ يناير لإجراء اختبارات واسعة النطاق في غرب أفريقيا تشمل العاملين في مجال الرعاية الصحية والموظفين وربما العاملين في دفن الجثث أيضا وأفراد عائلات المرضى. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تعمل منظمة الصحة العالمية مع العديد من الشركات العملاقة في مجال أبحاث الأدوية، التي بدأت فعلا بإجراء اختبارات للقاحات مرشحة للاستخدام ضد فيروس إيبولا.
من جهتها قررت وزارة البحث العلمي الألمانية دعم الأبحاث التي تجرى حول مرض إيبولا بخمسة ملايين يورو إضافية، حيث قالت وزيرة البحث العلمي يوهانا فانكا اليوم الأربعاء (22 تشرين الأول/ أكتوبر 2014) في برلين: "إننا بحاجة ماسة إلى طرق موثوقة للتشخيص والعلاج. يتعين العمل على قدم وساق على تطوير تلك الطرق". وذكرت الوزيرة أن المشروعات البحثية التي سيشملها الدعم الجديد تدور حول تطوير طرق للوقاية من المرض واختبارات سريرية للقاحات المرشحة وإستراتيجيات للسيطرة على الوباء، مضيفة أن من المشروعات البحثية التي سيتم دعمها أيضا تطوير اختبار سريع وآمن للكشف عن مرض إيبولا في منطقة غرب أفريقيا المتفشي فيها الوباء.
تعزيزات أمنية
وفي الوقت الذي تستمر فيه الأبحاث العلمية، تقوم العديد من الدول بتعزيز إجراءاتها الأمنية خوفا من انتشار وباء ايبولا. فمن جهتها قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتشديد إجراءات دخول المسافرين من الدول الأكثر تضررا بشكل كبير في غرب أفريقيا. حيث سيسمح للمسافرين من ليبيريا وسيراليون وغينيا الدخول للولايات المتحدةالأمريكية عبر خمسة مطارات رئيسية فقط، من بينها نيويورك وواشنطن. وسيخضع المسافرين في هذه المطارات إلى فحوص قياس الحمى في حالة الاشتباه بإصابتهم بالمرض.
وفي مطار هيثرو البريطاني في لندن بدأ أيضا تطبيق فحص خاص بفيروس إيبولا على القادمين من دول شرق أفريقيا. ويخضع الركاب القادمون من هذه البلدان المعرضة لخطر الفيروس لأخذ درجات حرارتهم، ويطلب منهم تسجيل بيانات التواصل معهم. ومن المنتظر أن يطبق ذلك في مطارات أخرى في البلاد.
ولكن رغم تفشي هذا الوباء بشكل سريع، إلا أنه هناك أمل في القضاء عليه، خاصة بعد أن شفيت الممرضة ماريا تيريزا روميرو راموس، التي اكتشف لديها لأول مرة في إسبانيا فيروس ايبولا. ويذكر أن فيروس ايبولا اكتشف لدى الممرضة الإسبانية، البالغة من العمر 44 سنة في 6 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وانتقلت العدوى إليها حين كانت تعالج القسيس ميغيل باخاريس الذي توفي نتيجة إصابته بحمى إيبولا القاتلة في أغسطس/ آب الماضي. ولعل الأبحاث العملية الجارية على قدم وساق في العديد من الدول تنجح عما قريب في القضاء على هذا الشبح، الذي لم يعدد يهدد دول غرب أفريقيا فقط.