تشتكي بعض الفتيات و بعض الشبان الكثير من الفراغ العاطفي ,بسبب هوّة عاطفية تنجم عادة من أجواء أسرية خانقة لا يجد فيها الشاب و الفتاة ملاذه الآمن فيحاول أن يبحث عن المعوّضات التي تسد له هذا النقص ، أو تردم له تلك الهوّة . ميل البعض إلى العم أو الخال أو الجد و الجدة ، يكون أحيانا بسبب هذا الفراغ ، و تعلق بعض الصبايا من الفتيات برجال كبار في السن ، ربما يكون في أحد أسبابه الإفتقاد للحنان الأبوي و العثور عليه عند غير الأب ... و في الدراسات و البحوث الجنائية إتضح أن أحد أهم عوامل الجنوح إلى الجريمة هو النقص الحاد في التغذية العاطفية للجاني ، كما تبين من دراسات إجتماعية و نفسية أخرى أن رغبة بعض الطلبة من الشباب و الفتيات بالدروس الخصوصية ليس عدم الإستيعاب في غرفة الدرس ، و إنما لعوامل غير مباشرة من بينها الظمأ العاطفي الذي يعبر عن نفسه بأشكال مختلفة . و الذي يغذي هذه العاطفة و يسدّ فراغها : _ قبلات الوالدين لأولادهم زَخَمٌ و شحنٌ عاطفي لا يستغنون عنه كما لا يستغنون عن غذائهم و شرابهم ، و قد يصبرون على هذا لكنهم لا يصبرون على ذاك . _ كلمات اللطف الأبوي و حنان الأم و العاطفة الرقيقة التي يعبر عنها بنبرة الصوت العذب ، و الدفء الغامر ، لها من القوة المنشطة ما لا يجده الشبان و الفتيات و الصبايا و الصبيان في أقوى المنشطات المتوفرة في الصيدليات على الإطلاق . _ إحتضان الأبناء برفق ، و تقدير مشاعرهم بعمق ، و الإنتباه الى ما يجرحهم من كلمات أو أفعال ، و إشعارهم أن البيت هو الملجأ ، و أن صدر الأم لا يعوض ، و أن كتف الأب لا يستبدل , و أن جلسة حميمة تغدق فيها المشاعر على مصاب أو منكوب أو جريح نفسيا , لهي مما لا يحصي ثوابه إلا الله فضلا عما تؤمّنه من أمصال الوقاية من الإنهيار النفسي الذي يتعرض له المصاب ب ( الفراغ العاطفي ). بديهة إجتماعية و نفسية لابد من الإلتفات اليها : ما لا أجده في بيتي و بين أسرتي ، سأبحث عنه خارجها ، و هذه بداية الطامّة أو بداية التصدّع الأسري من الداخل حتى و إن بقيت الروابط الشكلية بين أفراد