فاس /19 غشت 2014/ومع/ يشكل احتفال المغرب، يوم الخميس المقبل، بعيد الشباب الذي يخلد للذكرى الواحدة والخمسين لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مناسبة لتخليد ذكرى تحبل بدلالات ومعاني متعددة أهمها الاحتفاء بالتجدد والقوة والتطلع إلى غد أفضل وبدور الشباب في بناء مستقبل يرتكز على الإرث الحضاري التليد للمملكة. كما يشكل تخليد هذه الذكرى المجيدة مناسبة لاستحضار وتقييم ما حققه المغرب من منجزات لفائدة الشباب وما عرفه من مجهودات كبيرة للنهوض بأوضاع هذه الفئة وتطوير كفاءتها ومعارفها حتى تشارك بدورها في مسيرة البناء وفي الجهد التنموي الكبير الذي يشهده المغرب. وقد تجسد هذا الجهد في العديد من الأوراش الاقتصادية والاجتماعية التي تم إطلاقها، وكذا في المبادرات والبرامج التي استهدفت بالخصوص الشباب عبر تأهيله وتكوينه ومساعدته على تحقيق ذاته وتمكينه من فرص الشغل ودفعه بالتالي إلى المساهمة في التنمية والبناء والتطوير. إن كل الأوراش الكبرى التي فتحها المغرب خلال العقد الأخير، وكذا الإنجازات التي حققها والتي همت مختلف القطاعات، كانت موجهة، بالأساس، إلى الشباب باعتباره الفئة التي تجسد مطالب المجتمع الحقيقية والمتنوعة والتي ستحمل على عاتقها بناء المستقبل. وما المشاريع الاستثمارية الكبرى، وكذا المجهود الجبار الذي بذله المغرب لتقوية وتعزيز التجهيزات الأساسية وتوفير الأرضية الملائمة والحاضنة للاستثمار، إلا مقومات ومرتكزات تروم بناء مجتمع حداثي متقدم يمنح للشباب الإمكانية والوسيلة لتحقيق ذاته ورسم تطلعاته. بيد أن هذه الاستراتيجية لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تحقق أهدافها وتصل إلى مبتغاها إلا بانخراط الشباب المغربي واستثمار طاقاته في الخلق والإبداع حتى يساهم بفعالية في بناء غد أفضل يليق بتطلعاته وأحلامه، ولن يتأتى ذلك إلا بمنظومة تربوية تكون لها القدرة على تكوين الأجيال الصاعدة وإعدادها للاندماج الكامل في المسار التنموي للبلاد. ولإدراك جلالة الملك محمد السادس بأن الشباب يظل العنصر المحوري في كل تنمية تروم النهوض بأوضاع المغرب وجعله يحتل المكانة التي يستحقها، ما فتئ جلالته يخص هذه الفئة بعناية خاصة ويشيد بدورها الطلائعي ووطنيتها ويدعو إلى دعم كفاءاتها وصقل مواهبها حتى تكون مشاركتها ناجعة في التنمية.