ابتكر باحثون ألمان شبكية مصنوعة من مادة الغرافين، يمكن استخدامها لمساعدة الأشخاص الذين فقدوا بصرهم على الرؤية مجددا. وأعلن باحثون من جامعة ميونخ التقنية عن ابتكارهم عبر موقع الجامعة الالكتروني، معبرين عن رغبتهم في الانضمام لبرنامج الغرافين التابع للاتحاد الأوروبي. ويعتبر الغرافين مادة متأصلة من الكربون، ثنائية الأبعاد بنيتها البلورية سداسية. وهي أرفع مادة معروفة على الإطلاق حتى الآن، يعادل سمكها ذرة كربون واحدة فقط. ورغم ذلك تعتبر إحدى أقوى وأمتن المواد المعروفة. والمادة من موصلات الكهرباء وكفاءتها في ذلك تتجاوز كفاءة النحاس، وهي بالإضافة لذلك أفضل موصل للحرارة على الإطلاق. ويمثل برنامج الغرافين الذي يسعى باحثو الجامعة الألمانية للالتحاق به، أكبر مشاريع البحث العلمي في تاريخ الاتحاد الأوروبي بميزانية إجمالية تصل إلى مليار يورو. ونجح العلماء في تطوير فكرة شبكية الغرافين معتمدين على خصائص المادة الناقلة للضوء ودقة تركيبتها. وتحول شبكية الغرافين الضوء إلى إشارات كهربائية بشكل يحاكي الدور الذي تلعبه الشبكية الطبيعية، يمكن إرسالها إلى المخ عبر العصب البصري حيث تحول هذه الإشارات إلى صور. وتسمح هذه التقنية للمكفوفين الذين لم يتضرر العصب البصري لديهم بالرؤية مجددا. وفشلت العديد من الشبكيات الصناعية التي انتجت من قبل في تعويض الشبكيات المتضررة نظرا لرفض الجسم للمواد المستخدمة في تصنيعها. ويأمل الباحثون في النجاح هذه المرة بالنظر للخصائص الحيوية والكيمائية لمادة الغرافين. ويعارض بعض العلماء استخدام المادة في الصناعات التكنولوجية حيث اظهرت دراسة حديثة أنه عند تسربها إلى المياه الجوفية، يبدأ هيكلها السداسي في الانهيار. وسرعان ما تفقد جزيئاتها استقرارها، وتتسبب في ضرر كبير خصوصا للمياه السطحية، اذ ان الزوايا الحادة لجزيئات النانو للغرافين قادرة على قطع غشاء خلايا الكائنات الحية.