تغيرت ملامح العيش في زمن غريب الأطوار , مستقبل مبهم أو غير موجود بالمرة , تبعثرت مفاتيح الحياة و أغلقت أبواب الأمل المنتظر , صار كل شيء في طيات تراجيديا مفتوحة على جميع الوجهات , الجهل و الفقر يفرض نفسه إلى درجة يستحي البعض عن البوح باستفحاله , الخجل يطفو فوق المشاعر في حقوق وجب التشبت بها و النضال من أجلها . افتقدنا الحب في بلد الاستثناء , الفقر ينخر جسد هذا الوطن , مازال في هذا البلد أناس أفطروا رمضان عمدا و دهشتي و استغرابي للأسباب التي تركتهم يقبلون على هذا , فاعتقلوهم ادن بفرقكم الخاصة لأن ذنبهم هو عدم توفرهم على موائدكم ففضلوا الإفطار في صمت إلى أن تتيسر الأوضاع إن تيسرت أصلا وسط هاته الفوضى , مازال منهم من يخالجه الخوف من فصل الشتاء كأنه عدو سيقتحم بيته , أطفال يفتقدون لأبسط شروط العيش وسط برد قارص يتعذر عليهم مواجهته , فكيف بإمكانهم ولوج المدرسة بتركيز وجد و تفاني ,هذا إن وصلوها أصلا أمام عقبات البنية التحتية و المطبات الجغرافية . مازلنا في بلد لا يكفل حقوق بعض الفئات على منوال المطلقات و الأرامل الذين يسلكون الطريق الخطأ , لأنهم وجدوا في أوضاع خانقة تتأهب للفقر حتمت عليهم توديع الشرف وشرب نخب الذل و العهر وسط مجتمع سينظر من الزاوية التي يريد أن يراها كونها عاهرة و فاسدة و تغافل عن الفساد الحقيقي من حوله . نأسف كثيرا لهؤلاء لوجودهم في الزمان و المكان الخطأ , أوضاع بلدنا تدق ناقوس الخطر و تندر بالأسوأ , نعلم مسبقا أن الفقر يداهم أحلام الصغار لكن جلنا يكتفي بانتظار فحوى انجازات مازالت حبرا على ورق , مازلنا نحلق من أجل قطف ثمار الوهم وسط زحمة الفساد اللامتناهي , لا ولن ننتظر من يذكرنا بأوضاع بلدنا اقتصاديا أو اجتماعيا من إعلامية فاشلة مهنيا على غرار أماني الخياط و يكفيها أوضاع بلدها التي لا تحسد عليها , لا نريد الأوراش الكبرى و التنمية البشرية و الجهوية المتقدمة ككلمات مرت على أسماعنا فقط , فالتنمية عرفنا حصيلتها في تقرير الأممالمتحدة . لن نحتاج من يذكرنا أن المغرب دولة إسلامية ويختبأ وراء العفاريت و التماسيح و لوبيات الفساد من مختلف وجهاته , لن نرضى بمن يستغل الدين من أجل المصلحة الخاصة , لن نراود أحلامهم الكبيرة ونهمش أمانينا الصغيرة , لا يشرفنا معارضة تستهتر بمشاعر الغير بادعائها الإصلاح و هي مجرد هراء و استفزازات تقضي كليا على نوايا أرادت أن تتحقق , لن نستثني أحدا من الإصلاح حكومتا أو شعبا أو غير ذلك فكلنا مسئولون عن هذا الوطن و بإرادتنا صرتم هناك , كل ما في الأمر أنكم إزدتتم غنا على جيوب الضعفاء الذين يزدادون فقرا و هشاشة كل لحظة . الثروة صارت في كفة واحدة , أحتكرت من نخبة ظلت هي السباقة لها , عرفت بالغنا مند زمن , منهم من استفاد من إرث أجداده و البعض الأخر استغل منصبه السلطوي لبناء الثروة , و هناك شق أخر في جمع هاته الثروة حينما يكون استنزاف ثروة الغير و الذي يحول دون تكافؤ الفرص في تقسيم الثروة و عوض التكثيف من مجهودات تطوير القطاعات الحساسة في القرى و الحد من الفقر يصبح الهم هو بناء الاستثمار و رقم معاملات على جيوب هؤلاء الضعفاء , من جهة أخرى يتم بناء مشاريع تهدف لجمع الثروة فقط باسم مستعار يدعى التنمية , حينما لا تخضع بعض القطاعات للمحاسبة أو حتى المراقبة فلا يمكننا التحدث عن مغرب جديد يواجه تحديات العصر الحديث بايجابياته وسلبياته , و لن نعلم أبدا مصير هاته الثروة المبعثرة بين طيات كوادر لا نسمع أسماءهم إلا في إحصائيات 'فوربس' أو غيرها . صرنا وسط مستقبل مجهول ليس كالذي راود أحلام يقضتنا , لم أعد أعلم أين الخطأ , هل نحن من لدينا أفكارا مغلوطة عن هذا البلد ؟ طبعا لا لأن هناك خلل واضح في ميزان هذا الوطن , الفساد عنصر مهم في هاته الخلطة , و الحكومة دورها بثر هذا السرطان الذي يستفحل بسرعة مهولة و ليس التشخيص فقط , يجب الوقوف على الاوراش المراد إنشائها و الاهتمام ببعض القطاعات التي مازالت تتماطل في واجبها اتجاه بلدها و التي يهمها الربح فقط , يجب فرض مراقبة شديدة و صارمة , يجب الزج في السجون لناهبي المال العام لتحقيق الأهداف المنوط انجازها و ليس أصحاب الكلمة الحرة رغم أن أهدافهم كلها غيرة وحب للوطن و الذين يصنفون ضمن الثروة البشرية , لست مؤهلا لأنبهم بمصير هذا البلد الذي أنعم الله عليه بجميع الخيرات و الثروات , ولست ملم بجميع المسا طير التي تذهب في اتجاه تدبير الثروات رغم أن كل من اعتنق منصب يستغله لنفسه , أنا فقط مواطن يتساءل عن ثروة بلده.