أثار محتوى خطبة العيد الذي وُصف بالديماغوجي، سجالات ساخنة في أوساط اليوسفيين حين حمّل الخطيب بمصلى القدس المسؤولية كاملة في كارثة تراكم الأزبال التي تشهدها المدينة، المواطن اليوسفي الذي لا يتورع حسب تعبيره في تلويث البيئة بالنفايات وبقايا الأطعمة، دون الإشارة ولو بغمز خفي إلى الإشكال التدبيري والسييري الذي يعرفه قطاع النظافة. وشدّد الخطيب الرسمي الذي كان يحدث الناس في حضور عامل الإقليم على الممارسات المشينة الذي يقوم بها المواطن والتي تخدش ملامح محيطه ومجتمعه، مؤكدا في ذات الوقت على أن الأزمة هي بالدرجة الأولى؛ أزمة تقوى وليست أزمة خبز أو سكر أو محروقات. وغيّب الواعظ الرسمي بمندوبية الأوقاف ذكر الحيثيات التدبيرية للإشكال البيئي الذي يؤرق المواطن اليوسفي. وفي سياق متصل، اعتبر أحد الحقوقيين خطاب الإمام ديماغوجيا أكثر منه وعظيا، عازيا ذلك إلى تخوفات المسؤولين المحليين من تفاقم الأوضاع البيئية، ومن ثم كان هذا الخطاب إجراء استباقيا يروم تمويه الحقائق على المواطن بغرض احتقان غضب الشارع، يضيف المتحدث قبل أن يسترسل موضحا أن سبب تناسل النقط البيئية السوداء يعود بالأساس إلى سوء التدبير الذي يعرفه قطاع النظافة واستهتار شركة التدبير المفوض سوطراديما، وإخلالها بواجبها في توفير حاويات الأزبال في ظل سكوت مريب لمسؤولي المجلس الحضري، والسلطات الإقليمية، واكتفائهم بالتفرج على هذا الوضع الكارثي الذي جعل السكان يتخذون قراراهم بأنفسهم بإحداث مزابل بجوار منازلهم للتخلص من فضلات الأطعمة. يُذكر أن أحد المستشارين الجماعيين قدم استقالته من المهمة التي يشغلها كنائب لرئيس مجموعة جماعات أحمر للمحافظة على البيئة، المشرفة على تدبير قطاع النظافة بمدينتي اليوسفية والشماعية، احتجاجا على الوضعية البيئية المزرية التي أضحت تشهدها المدينة.