شهدت مدينة اليوسفية يوم الثلاثاء 13 ماي 2014 وقفة احتجاجية حاشدة ضد استهتار المسؤولين المحليين بصحة وسلامة المواطن اليوسفي في ظل وضع ينذر بكارثة بيئية، بعد دخول عمال شركة سوطراديما المفوض إليها أمر تدبير قطاع النظافة بمدينتي اليوسفية والشماعية، في اعتصام مفتوح وخوضهم إضرابا عن العمل ابتداء من يوم الأربعاء 07 ماي 2014 احتجاجا على ما وصفوه ب"المماطلة والتسويف" في أداء رواتبهم المحتجزة لما يقارب شهرين ونصف. وامتزجت في الوقفة الاحتجاجية شعارات الاستنكار بذرف دموع المعاناة أمام مشهد درامي جسد نموذجا مصغرا من مغرب المآسي والآلام حسب تعبير أحد عمال النظافة المتظاهرين، الذي حاول إخفاء دموعه إثر صرخة مدوية لزوجة زميله وهي تتحدث عن مآل ومصير عائلات أوشكت على الانهيار المعنوي والمادي في إشارة إلى أهالي العمال المعتصمين الذين خرجوا مرفوقين بأبنائهم الصغار في محاولة لإرسال إشارات غير مشفرة إلى الجهات المعنية. وحمّل أحد الفاعلين الحقوقيين في كلمته أمام المحتجين رئيس المجلس الحضري ونوابه الذين استساغوا الصفقات المشبوهة واستأنسوا بالوضع الراهن في الوقت الذي يئن فيه المواطن اليوسفي المستضعف في صمت غريب، دونما ردة فعل أو على الأقل إبداء غضب حيال وضعه المزري، يعلق الناشط الحقوقي قبل أن يتوجه إلى مسؤولي المجلس البلدي داعيا إياهم بتقديم استقالة جماعية أمام عجزهم عن توفير أدنى سقف لشروط العيش الآدمي. إحدى العاملات في الشركة المذكورة، ترددت في الكلام قبل أن تنفجر في وجوه المسؤولين الذين استغلوا ضعفها و ضيق ذات يدها، بإرغامها على العمل في الفترة الصباحية والمسائية في ظروف لا تنسجم مع خصوصياتها، لكن -تضيف المتحدثة- "بالرغم من ذلك أنا ملتزمة بعملي فليلتزموا هم بوعودهم". وفي سياق متصل، كشف كاتب مجموعة أحمر للبيئة المشرفة على قطاع النظافة بمدينتي اليوسفية والشماعية، عن وضع مزر باتت تعيشه المجموعة، مؤكدا على أنه ألح على الرئيس التعجيل بتدبير الأزمة، الشيء الذي لم يستجب له المعني بالأمر وفضل بذلك الهروب إلى الأمام، ليتبرأ المستشار الجماعي أمام المتظاهرين من تصرف المجموعة خاتما كلامه ب "اللهم هذا منكر".
تجدر الإشارة إلى أن قطاع النظافة بمدينتي اليوسفية والشماعية تشرف عليه مجموعة أحمر للبيئة، المشكل مكتبها من سبعة مستشارين جماعيين، وفي إطار التدبير المفوض فوتت المجموعة صفقة الإشراف على القطاع إلى شركة سوطراديما بما يناهز 870 مليون سنتيم في السنة.