أكد رئيس معهد العالم العربي بباريس السيد جاك لانغ أن عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتسم بالحداثة والحس الإنساني، ضمن إطار التقاليد العريقة للثقافة المغربية . وأبرز السيد جاك لانغ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى الÜ15 لاعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه الميامين، أن حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يشكل عهدا جديدا للتنمية والانفتاح على المجتمع ، مشيرا إلى أن جلالة الملك أعطى المغرب دفعة جديدة عبر سلسلة من الإصلاحات الهامة ، من بينها توسيع حقل الحريات . وذكر في هذا الصدد بإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة التي شكلت فعلا مؤسسا لمرحلة جديدة ، طبعتها إرادة خلق مناخ للسلم والاحترام ومواصلة الانفتاح على الحريات والحقوق الفردية . كما تطرق رئيس معهد العالم العربي إلى تبني مدونة الأسرة التي عززت، وحسنت وضع المرأة ، مشيرا الى أن أهم تقدم تحقق يتمثل في إقرار دستور 2011 الذي تعتبر ديباجته فريدة حيث نصت على تعددية الإرث الثقافي للمملكة (عربي ،أمازيغي، افريقي،عبري ). وأكد وزير الثقافة الفرنسي السابق أن هذه الديباجة التي تذكر بالتراث التاريخي والديني المغربي تعتبر نموذجا فريدا في العالم العربي بل بالعالم بأسره، مبرزا أن الأمر يتعلق باحترام للتنوع يمكن أن يشكل مصدر إلهام للعديد من الدول من ضمنها فرنسا. ومن ناحية أخرى، قال السيد جاك لانغ أن عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، يتميز أيضا بإرادة تحقيق التنمية الاقتصادية ، التي تجسدت في إطلاق العديد من مشاريع البنيات التحتية ، خاصة المينائية على غرار ميناء طنجة المتوسط. كما يشكل حرص جلالة الملك على تطوير كافة الجهات من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ، ميزة أخرى أصيلة للسياسة المتبعة من قبل جلالته، مذكرا بأن الملك محمد السادس حاضر على الدوام في الميدان عبر مبادرات جديدة ، وتفقد سير المشاريع التي تم إطلاقها . من جهة أخرى أكد السيد جاك لانغ أن المغرب يشهد منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، حيوية ثقافية ، وإبداعا فنيا، في عدة مجالات ومنها الفنون التشكيلية والهندسة . وقال إنه سيتم تسليط الضوء على هذا الحراك الفريد خلال تظاهرة حول المغرب المعاصر ينظمها معهد العالم العربي بباريس ابتداء من 14 اكتوبر المقبل ، بتعاون مع المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمملكة . وعلى الصعيد الاجتماعي، أبرز السيد جاك لانغ إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمحاربة الفوارق ومكافحة الفقر، كما تطرق الى مبادرات جلالته من أجل إصلاح النظام التربوي . وعبر في هذا الصدد عن إعجابه بمضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الستين لثورة الملك والشعب، مشيرا الى أن جلالة الملك شخص بوضوح وشجاعة بعض اختلالات النظام التعليمي. وبعد أن وصف هذا الخطاب ب"الواعد" ،مشيدا في هذا الصدد بتنصيب جلالة الملك مؤخرا للمجلس الأعلى للتعليم، لاحظ السيد جاك لانغ أن هذه المبادرات تبرهن على إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجعل قطاع التعليم محورا أساسيا للمستقبل. وخلص إلى القول إن إشعاع المغرب على الصعيد الدولي تعزز في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يحظى بحب ومودة وتقدير شعبه.