في يوم و أنا راجع من صلاة العصر مع أصدقائي ، صادفنا في الطريق شاب و شابة معتنقين في الطريق يتبادلون ما يتبادلون ، المنظر يؤلم القلب و يزعزع شرايينه ، فقلنا جميعا اللهم إن هذا لمنكر لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " . لكن المفاجئة أن شخصا عندما سمعنا ننهي المنكر بألسنتنا ، قال إن هذا لشيء عادي ، إنها حرية شخصية ، فقال له صاحبي (ح) أترضى هذا لأختك فأجاب إن تجاوزت ثمانية عشر سنة فهي حرة ، و لم يتردد صاحبي على إخباره بأن هذا أعمال الديوث، و بعد هذا قلت له أترضاه لأمك ، فأجاب بتعصب و حيرة و غيرة " أمي ، هل أنت مريض أم ماذا " فقلت له إن أمك و أختك سيان . و صديق آخر لي (ن) قال له راجع نفسك ثم انصرف ، و الصديق الأخر (أ) قال لي قل له فاسق و انصرف . لكن أبيت أن أنصرف إلا أن أكمل مع الحديث و أعرف ما توجهه الفكر و ما دينه . فسألته ، ما دينك ؟ فأجاب بلا دين قلت له هل الله موجود ؟ فأجاب بنعم ، ثم قلت له هل تشكك في الدين الإسلامي ؟ قال إنه لا توجد دولة الآن تطبق الإسلام كما هو . فقلت له اجبني عن سؤالي ، فقال من يضمن أن هذا الدين صحيح ، فقلت له ما هو دليلك على أنه ليس بصحيح؟ فلم يجبني أبدا . و ظل يشرب سيجارة تلوى الأخرى (...)، فقلت له ما خطبك تدخن سيجارة تلوى الأخرى ؟ فقال لي حوارك قد ألمني في رأسي ، فقلت له إن هذا يدل على صحت معتقدي و فساد معتقدك لان كلامك و شبهك لم تحرك في ساكن ، و بعد إلزامه بالعديد من الأسئلة ، انتقلت معه إلى لإعجاز العلمي في القران الكريم و السنة النبوية ، فرويت له العديد من الآيات التي فيها إعجاز علمي و تأكد العلم الحديث منها ، فظل ينصت مدة طويلة ، و عندما اسكت يقول لي : قل بعض الآيات الأخرى ، و بعد أن تحركت فطرته (...) قال لي اشرح لي القضاء و القدر ، فبدأت معه من التسيير و التخيير إلى علم الله و القلم و اللوح المحفوظ ، مع الأدلة العقلية و النقلية و الأمثلة من الواقع و لله المثل الأعلى . و بعد إلزامه مرة أخرى ، قال أنا أود أن أكون مخيرا لا مسيرا و مخيرا ، فقلت له سأجري معك لقاء آخر ، فأبى ثم قلت له أنت تجحد و لا تريد الوصول إلى الحق ،(...) و ليكن في علمك إن شتمت حبيبي محمد سأتخذ معك إجراء لن يحمد عقباه و السلام عليكم .
و بعد أيام معدودة ، قال لي صاحبي (ح) إني رأيته يصلي ، فقلت الحمد لله أن هداه الله إلى طريق الحق ، و تأكدت كذلك أنا من الأمر بعد أن رأيته يصلي الفجر. و ما زاد أكد لي الأمر هو عندما رأيته يصلي العصر في بيت من بيوت الله ، و هو يلبس قميص و الابتسامة على وجهه ، و بعد انتهائه من الصلاة حيانا بتحية الإسلام " السلام عليكم " . و راود صديق لي أخر (ع) أن يعرف سبب هدايته ، فسأله كيف رجعت إلى طريق الحق ، فأجاب قائلا قد أقنعني شخص بالإسلام .