قبل أيام سألني أحد الأصدقاء عن رأيي بهاتف يعتزم شراءه يُدعى Galaxy iPad. بالطبع ضحكتُ وأخبرته بأنه لا يوجد شيء كهذا، وبأن الهاتف الذي رآه في السوق هو بالتأكيد هاتف صيني يُقلّد تصميم سلسلة هواتف Galaxy ويتم بيعه باسم Galaxy iPad، وهما اسمين كبيرين في السوق اعتمدت عليهما تلك الشركة المجهولة لإيهام الزبون الجاهل المسكين بأنه يشتري هاتفًا ممتازًا وبسعر رخيص. لكن ناهيك عن تلك الهواتف المُقلّدة بطريقة مُضحكة، فهناك أيضًا هواتف مُقلّدة بدقة مُثيرة للدهشة ويتم بيعها بنفس الاسم التجاري للأجهزة الأصلية وخاصة أجهزة سامسونج مثل Galaxy S5. التقليد هو طبعًا من حيث الشكل الخارجي فقط، في حين يأتي الجهاز بمواصفات وسعر أقل. إلّا أن موضوعنا اليوم ليس عن الهواتف المقلّدة، فالهاتف المقلّد لن يشكّل خطرًا فعليًا على شركات كبرى مثل سامسونج أو سوني وغيرها، بل موضوعنا هو عن الهواتف الصينية غير المقلّدة، ذات الجودة العالية بالفعل والأسعار الرخيصة، والتي يبدو أنها بدأت تشكّل خطرًا حقيقيًا على الشركات الكبرى. الأسبوع الماضي نشرنا تقريرًا عن تراجع لا بأس به في أرباح سامسونج، وقد عزت الشركة أحد أسباب هذا التراجع إلى انخفاض الطلب على هواتفها في الصين وأوروبا، لكن بعض المحللين ذكروا ما لم تذكره سامسونج بالتفصيل، وهو أن الشركة بدأت تُعاني في الحقيقة من منافسة أجهزة الشركات الصينية ومعظمها من شركات غير مشهورة، لكنها تقوم بإنتاج هواتف ذات مواصفات عالية وبأسعار منخفضة. وقد نشرنا سابقًا أخبارًا عديدة حول هواتف من شركات صينية بدأت تحقق انتشارًا سريعًا وكبيرًا مثل Meizu و Xiaomi (التي وظّفت مؤخرًا Hugo Barra أحد أعمدة أندرويد في غوغل سابقًا) و OPPO وغيرها. ناهيك بالطبع عن شركة OnePlus الجديدة وهاتفها OnePlus One الذي يحمل بعض أقوى المواصفات العتادية في السوق ويُباع بنصف سعر هواتف الشركات الكبرى (انتظروا مراجعتنا التفصيلية قريبًا لهذا الهاتف الذي أثار ضجة لم تهدأ بعد). سؤالنا لهذا الأسبوع: هل من الممكن أن تقوم يومًا بتبديل هاتفك من إحدى الشركات الكبرى (سامسونج، سوني، إتش تي سي، موتورولا، إل جي، … ) بهاتف من شركة صينية لم تكن قد سمعت بها قبل عام أو عامين فقط؟ هل تعتقد بأن اتجاه الشركات الصينية إلى إنتاج أجهزة عالية النوعية فعلًا وبنصف السعر قد يهز الشركات الكبرى؟ ناهيك بالطبع عن الأجهزة منخفضة المواصفات والرخيصة جدًا أو حتى الأجهزة المقلدة التي تعمل جميعها بأندرويد. أم أن هذه الهواتف وحتى القوية منها من الصعب أن تحصل على ثقة فئة كبيرة من المستخدمين حتى لو كانت ذات جودة عالية، وبالتالي قد لا يصل الأمر إلى إجبار الشركات الكبرى لتعديل سياساتها وتخفيض أسعارها؟