يعد مركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية ، التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، بمثابة فضاء ملائم لمحاربة الفقر والبطالة والإقصاء الاقتصادي، وذلك من خلال دعم الفاعلين في قطاع القروض الصغرى لتطوير أنشطتهم، وبالتالي تيسير ولوج الساكنة المستهدفة إلى هذا النوع من القروض، وكذا مواكبة المقاولات الصغرى وتطوير أدائها. ويشكل دعم تسويق منتوجات المقاولات الصغرى أبرز مهمة يضطلع بها المركز ، الذي يسعى إلى تمكين المقاولين الصغار من تنمية القدرات اللازمة لتسويق أفضل لمنتجاتهم، وتجهيز المستفيدين بالوسائل اللوجستيكية التي تمكنهم من التعريف بهذه المنتجات، وتيسير الانفتاح على شبكات التجارة التضامنية وكذا تنظيم معارض متجولة للعرض والتسويق في مختلف جهات المملكة. وتتمثل أبرز منجزات المركز ، في مجال دعم التسويق ، في إحداث فضاءات تجارية مخصصة للمقاولات الصغرى التضامنية، من قبيل الفضاء الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، على وضع الجر الأساس لبنائه أمس الخميس بحي لوازيس بالدارالبيضاء، وكذا تنظيم معرض بيع منتجات المقاولات الصغرى التضامنية الذي زاره جلالته بفضاء مكتب معارض بالدارالبيضاء. ويشكل إشراف جلالة الملك على وضع الحجر الأساس لإنجاز هذا النوع من الفضاءات، تجسيدا آخر للسياسة الاجتماعية للقرب لجلالة الملك. كما يعكس حرص جلالته الدائم على بروز اقتصاد اجتماعي وتضامني ناجع ومهيكل، قادر على إحداث فرص الشغل وخلق الثروة وتنمية الموارد والمهارات المحلية. وتأتي هذه المبادرات لتعزيز مختلف الإنجازات والأعمال التي تقوم بها مؤسسة محمد الخامس للتضامن على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى، والرامية إلى تشجيع ولوج الشباب لمختلف آليات ووسائل الاندماج الاجتماعي والمهني وتمكين المقاولين الصغار من الانخراط في الدورة الاقتصادية والتوفر على أرضيات ملائمة لتسويق منتوجاتهم. وإضافة إلى دعم تسويق منتوجات المقاولات الصغرى، تتمثل مهام مركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية في تكوين مستخدمي جمعيات القروض الصغرى وإرساء مرصد إعلامي وتوثيقي للتمويل الأصغر. ويسعى المركز ، من خلال محور التكوين ، بشكل خاص، إلى تطوير أداء قطاع القروض الصغرى ونقل المهارات المكتسبة عن طريق التجربة من طرف الفاعلين في الميدان، وذلك عبر تكوين المستخدمين في القطاع والمساهمة في تنمية قدراتهم العملية، إضافة إلى تكوين مكونين مختصين يتكفلون بدورهم بالتكوين على المستوى الجهوي والمحلي، وإحداث قاعدة معطيات للكفاءات والخبرات الوطنية في مجال التمويل الأصغر. وبخصوص نظام الإعلام والتوثيق (مرصد التمويل الأصغر)، يسعى المركز، بالخصوص، إلى وضع الرصيد التوثيقي المكون من مؤلفات مرجعية ومجلات متخصصة والوثائق السمعية البصرية المرتبطة بالقطاع، وربط علاقات تعاون وتبادل مع مراكز الأبحاث والخبرات عبر العالم. كما يولي المركز اهتماما خاصا لتطوير علاقات القطاع بالجامعة من أجل إشراك أكبر للباحثين في الدراسات والأبحاث المرتبطة بالقطاع وتتبع المستفيدين والنتائج المحققة لفائدة الساكنة المستهدفة. ومن شأن مبادرات ومشاريع مركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية المساهمة في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لتنمية المقاولة الصغيرة جدا التي أطلقتها وزارة الشؤون العامة والحكامة بمساهمة التعاون التقني الألماني وبشراكة مع مختلف المتدخلين في القطاع، والتي تعد بمثابة ورش يستوجب تعبئة كافة المؤسسات. وتتمثل أبرز محاور هذه الاستراتيجية ، التي تروم مواجهة كل إكراهات التنمية ومحاربة الفقر والحد من آثار البطالة، في ملائمة وتحسين النظام الضريبي لجعله أكثر استجابة لمتطلبات المقاولة الصغيرة جدا، والرفع من فعالية الضمانات الممنوحة من قبل الدولة بشكل يشجع المؤسسات البنكية على تطوير خدمات موجهة لهذه الفئة من المقاولات، وتوفير نظام تغطية اجتماعية يتماشى مع حجم المقاولة الصغيرة ومتطلباتها. وحسب الوزارة الوصية فإن تفعيل هذه الاستراتيجية يتم من خلال إحداث هيكل مؤسساتي خاص يروم إحداث "المراكز الجهوية للمقاولة الصغيرة جدا" بهدف دعم هذه المقاولات والنهوض بها على المستوى المحلي والجهوي والوطني. وحسب المصدر ذاته، فإن إرساء هذه الاستراتيجية يأتي استجابة للحاجيات الملحة لهذا النوع من المقاولات?،من خلال اعتماد مقاربة تحفيزية وإعادة التأهيل ، مع الأخذ بعين الاعتبار عامل القرب ، وتثمين التجارب السابقة التي أثبتت نجاحها في هذا المجال، وذلك في انسجام تام مع الأوراش المهيكلة والمخططات القطاعية التي تم إطلاقها بالمملكة.