ارتأينا أن نقدم إلى القراء الكرام اليوم مقالا جاءنا من الديار المصرية للكاتب والمحلل السياسي المعروف فادي عيد، والذي قدم من خلاله رؤيته لأهميته سياسة الانفتاح التي ينهجها الملك محمد السادس تجاه دول العمق الإفريقي. وإليكم نص المقال كما توصلنا به : بقلم : فادي عيد الكاتب و المحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية و السياسية عينه لا تفارق ما يحدث فى الجنوب، و دائما و ابدا يتابع كل التطورات السياسية و الاقتصادية و العسكرية التى تحدث داخل أفريقيا، و لنفوذ المغرب السياسى و الدبلوماسى و امتدادها بالقارة السمراء، حتى أصبحت كل جُملة مفيدة تخص القارة الافريقية السمراء لا تخلو من وجود أسم الملك الثالث و العشرون لسلالة العلويين ملك المغرب " محمد السادس " و بات القصر الملكى المغربى نافذة لطموحات و تطلعات العديد من القادة الافارقة .
و بجمهورية الكونغو الديمقراطية جُمَلٌ عديدة تحمل أسم " محمد السادس " كتب أولها يوم 28 فبراير 2006م بعد توشح ملك المغرب من رئيس الكونغو " جوزيف كابيلا " بالحمالة الكبرى للوسام الوطني "الابطال الوطنيون" وهو أعلى وسام تمنحه جمهورية الكونغو الديمقراطية تقديرا لدعم المغرب قيادة و شعب لقضية الشعب الكونغولى، و ما أتبعه من أهداء ملك المغرب " الوسام المحمدى " لرئيس الكونغو فى نفس الزيارة و هو أعلى وسام شرفى بالمملكة المغربية . فالمغرب مع شقيقتها مصر كانو من أكثر الدول دعما لاستقلال الكونغو من الاستعمار البلجيكي 1960م، كما أستشهد من الفيلق المغربي ببعثة " مونوسكو" أثناء عمله في موقعي كبايكا ونامبيا ما يقرب من عشرة جنود مغاربة دفاعا عن وحدة الاراضى الكونغولية و حفاظا على أستقراره فى أطار بعثات الاممالمتحدة . كما أنه قد تم فى تلك الزيارة بعام 2006م التى أستمرت 48 ساعة توقيع عدة أتفاقيات تعاون بين البلدين فى مجالات الصناعة و الزراعة و الصحة و التجارة و الصيد البحرى، بجانب أبرام وزير الشؤون الخارجية الكونغولي و نظيره المغربي مذكرة تفاهم وتبادل على الصعيد الدبلوماسي بهدف إجراء مشاورات دبلوماسية رسمية ومنتظمة .
و الان يكتب " محمد السادس " جُملة جديدة أخرى ليكمل القصة بعد أعلان المغرب عزمها الشديد على مواكبة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية " جوزيف كابيلا " في رؤيته لثورة الحداثة التي ينتظر أن تنخرط فيها جمهورية الكونغو الديمقراطية مع حلول عام 2030م على غرار الدول الصاعدة، و هذا بعد تركيز مستثمرين المغرب بفتح مشاريع و مصانع عملاقة فى الكونغو، كان أخرها إنشاء مصنع للإسمنت من الجيل الثالث ينتظر أن تختتم أشغاله في يناير 2016م و تصل تكلفة المشروع لخمسون مليون يورو وتبلغ القدرة الإنتاجية لهذا المصنع مليون طن سنويا . كما أن للمغرب أسهامت قوية فى البنية التحتية بالعاصمة الكونغولية كينشاسا .
فأذا كان " محمد السادس " يتقن الانجليزية و الفرنسية و الاسبانية و اليابانية و الامازيغية فهو محترف فى فن الحوار و الدبلوماسية و مد العلاقات مع الاخر، و بتأكيد كل تحرك للمغرب داخل أفريقيا سيأتى بالنفع على المغرب خاصة و العرب عامة، فأذا كانت أفريقيا فى حاجة لمد يد العون فنحن الاقرب لها ليس جغرافيا فقط و لكن بالتاريخ أيضا، تاريخ النضال و الكفاح الذى خوضنا مع أشقائنا الافارقة ضد الاستعمار و مطامع القارة العجوز بالقارة الفتية السمراء، فأفريقيا الان أصبحت ملعب خصب لجميع مطامع الغرب و الشرق و لطموحاتهم و تطلعاتهم الاقتصادية و لتوسعاتهم العسكرية، و يجب الا نترك الساحة و أن تكون لنا كلمة و بصمة على القارة السمراء .