قال وزير الداخلية المغربي، الخميس، خلال اجتماع مجلس الحكومة الأسبوعي، إن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة تفيد بوجود "تهديد إرهابي جدي موجه ضد المملكة" يرتبط خصوصا بتزايد عدد المغاربة المنتمين إلى صفوف التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق. وأوضح محمد حصاد وزير الداخلية، في عرض حول التهديدات التي تستهدف المملكة المغربية والتدابير المتخذة من أجل مواجهتها، قدمه أمام رئيس الحكومة والوزراء، أن "عددا من هؤلاء المقاتلين، بعضهم يتولى مراكز قيادية بهذه التنظيمات، لا يخفون نيتهم تنفيذ مخطط إرهابي يستهدف المملكة".
وأضاف الوزير في كلامه، الذي نقله بيان صادر عن وزارة الاتصال المغربية، ان "ما قد يساعدهم في ذلك، هو التجربة التي راكموها في مجال إعداد المتفجرات وتقنيات الحرب واستعمال الأسلحة الثقيلة والتكوينات التي استفادوا منها في مجالات عسكرية متعددة".
كما أشار الوزير الى أنه "من المحتمل أن يلجا هؤلاء إلى الاستعانة بخدمات المجموعات الإرهابية التي تنشط بدول شمال أفريقيا أو بعض المتطرفين المغاربة الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية."
من ناحية ثانية حسب المصدر نفسه "وردت معلومات أخرى تشير إلى سعي مجموعات إرهابية إلى صنع متفجرات غير قابلة للكشف بواسطة أجهزة المراقبة الإلكترونية".
وأكد الوزير أن هناك "مجموعات من الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة هذه التهديدات الإرهابية الجديدة ولحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم"، كما تم "رفع درجة اليقظة والتأهب على مستوى الإدارة الترابية والمصالح الأمنية".
كما اقترح الوزير على القطاعات الحكومية "حزمة من الإجراءات الأمنية على مستوى كل المرافق الحيوية بالقطاعين العام والخاص وكذا بمعالجة إشكالية توافد مغاربة على هذه التنظيمات وذلك دون المساس بالسير العادي للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية".
وأعلن المغرب، الاثنين، انه سيعزز ابتداء من الثلاثاء، الاجراءات الأمنية على الرحلات الجوية الى الولاياتالمتحدة بناء على طلب واشنطن التي قالت الاسبوع الماضي انها تخشى "تهديدات ارهابية جديدة".
وكانت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أعلنت الأسبوع الماضي تعزيز الإجراءات في بعض مطارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا التي تنطلق منها رحلات مباشرة الى الولاياتالمتحدة، خشية "تهديدات ارهابية جديدة".
وأعلنت الوكالة الأميركية للنقل الجوي، الأحد، أن المعدات الإلكترونية غير المشحونة بالكهرباء لن يسمح بها على الطائرات المتجهة الى الولاياتالمتحدة.
وعلى غرار المغرب، أعلنت بريطانيا وفرنسا تعزيز الاجراءات الأمنية في المطارات من دون الافصاح عن طبيعة الاجراءات.
ووفق ارقام نشرتها "الإدارة العامة للأمن الوطني" حول الإجرام في المغرب، فقد تم في الفترة الممتدة بين 2011 و2013، تفكيك 18 "خلية ارهابية"، تنشط في مجال تجنيد وتدريب الجهاديين في المغرب.
وأفادت أرقام رسمية أدلى بها مسؤول أمني مغربي من المديرية العامة للأمن الوطني في 14 أيار/مايو على القناة التلفزيونية الثانية المغربية، أن أكثر من الف جهادي مغربي التحقوا بسوريا منذ 2011 بينهم 900 مقاتل التحقوا خلال سنة 2013 لوحدها.
وبحسب الإحصائيات التي تتداولها الصحافة المغربية فإن أكثر من 400 مغربي قتلوا في سوريا، من أصل حوالي 11 آلف أجنبي سافروا للقتال هناك، كما ان السلطات المغربية اعتقلت قرابة 40 مغربيا عائدا من سوريا.
من ناحية ثانية أفاد الإعلام المغربي ان العشرات من المقاتلين المغاربة على الحدود التركية السورية "ينتظرون الضوء الأخضر من السلطات للعودة إلى بلادهم بعدما أعلنوا (التوبة) والانسحاب من المجموعات المقاتلة في بلاد الشام".
وحسب المصدر نفسه فإن هؤلاء المقاتلين "يخشون أن يتم اعتقالهم فور وصولهم إلى المغرب وإدانتهم بتهم تتعلق بالإرهاب".
وفي الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير، أعلنت السلطات المغربية عن تفكيك خلية "إرهابية" تنشط بمدينة فاس وسط المغرب تتكون من ستة أشخاص، اتهمتهم بتجنيد وإرسال "متطوعين مغاربة للقتال ضمن صفوف الجماعات الإرهابية بسوريا والعراق".