شن الطيران الحربي الاسرائيلي في ساعات الفجر الاولى من الثلاثاء عشرات الغارات الجوية على اهداف مختلفة في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من العثور على جثث ثلاثة شبان اسرائيليين فقدوا في الضفة الغربيةالمحتلة منذ 12 حزيران/يونيو، واتهمت اسرائيل حركة حماس بخطفهم وقتلهم وتوعدت وزارة الدفاع بأن العملية العسكرية "لن تتوقف الا عند تدمير حماس بشكل كامل". وهدم الجيش الاسرائيلي ايضا مساء الاثنين منزلي المشتبه بهما الرئيسيين في عملية الخطف.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان حماس مسؤولة عن مقتل الاسرائيليين الثلاثة و"ستدفع" ثمن ذلك.
وقال نتانياهو كما نقل عنه مكتبه ان الشبان "خطفوا واغتيلوا بدم بارد بايدي حيوانات باشكال بشر. ان حماس مسؤولة وحماس ستدفع" الثمن.
واعلن الجيش الاسرائيلي في وقت سابق "خلال البحث عن ايال يفراح وجلعاد شاعر ونفتالي فرينكيل، عثر الجيش الاسرائيلي على ثلاث جثث قرب الخليل".
وقال اياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة ان "طيران الاحتلال الحربي الاسرائيلي من طراز اف 16 نفذ فجر اليوم اكثر من ثلاثين غارة جوية اطلق خلالها اكثر من اربعين صاروخا على كافة مناطق قطاع غزة مثل رفح وخان يونس (جنوب) ومخيم النصيرات ودير البلح (الوسطى) وشمال القطاع بالاضافة الى مدينة غزة".
واوضح البزم ان الغارات "اسفرت عن اضرار جسيمة في المواقع المستهدفة وعدد من المنازل المجاورة من دون ان تسجل اصابات بشرية".
واعتبر البزم ان هذه "الغارات العدوانية هي الاعنف على القطاع منذ بدء التصعيد الاسرائيلي قبل اسبوعين".
واكدت مصادر في حماس والجهاد الاسلامي ان "17 موقعا تابعا لكتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) وسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الاسلامي) قد تعرضت للقصف في خان يونس ورفح" في جنوب القطاع ما ادى لوقوع اضرار كبيرة".
وقال شهود ان منزلي مروان القواسمة وعامر ابو عيشة العضوين في حركة حماس بالخليل قد ازيلا بالمتفجرات.
وكانت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان قد حذرت من عودة اسرائيل الى ممارسة سياسة الهدم بحق من يشنون هجمات، وذلك للمرة الاولى منذ العام 2005.
وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الجيش قام بتفجير باب منزل مروان القواسمة مؤكدة ان المبنى لا يزال قائما، لكنها لم تدل بمعلومات عن المنزل الاخر.
من جهة ثانية، قتل شاب فلسطيني صباح الثلاثاء على يد الجيش الاسرائيلي خلال عملية ضد مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين باقصى شمال الضفة الغربية، حسب ما اعلن مصدر امني وطبي فلسطيني.
ويدعى الشاب يوسف ابو زغير ويبلغ من العمر 18 عاما.
وكان نائب وزير الدفاع داني دانون قال في بيان "شعرت بحزن عميق لدى علمي بمقتل نفتالي فرينكيل وجلعاد شاعر وايال يفراح بايدي ارهابيي حماس"، داعيا الى عملية تهدف الى "القضاء على حماس".
وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية انه تم العثور على جثث الشبان الثلاثة بالقرب من منطقة حلحول التي تبعد نحو عشر دقائق من المكان الذي شوهدوا فيه للمرة الاخيرة.
وذكر موقع صحيفة يديعوت احرونوت الالكتروني ان جنودا ومتطوعين مدنيين اسرائيليين عثروا على الجثث.
وشدد دانون على "اننا لن نتوقف الا عند تدمير حماس بشكل كامل".
واضاف "يجب هدم منازل الارهابيين وتدمير مخازن اسلحتهم. مهمتنا لن تكتمل الا بردع كل المنظمات الارهابية عن قتل الاسرائيليين".
وسارعت حماس الى الرد على تهديدات اسرائيل، وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة "اذا اقدم الاحتلال الاسرائيلي على اي تصعيد او حرب فان ابواب جهنم ستفتح على المحتلين".
واضاف ابو زهري ان "قصة اختفاء ومقتل المستوطنين الثلاثة تعتمد على الرواية الاسرائيلية فقط وان الاحتلال الاسرائيلي يحاول ان يستند لهذه الرواية لتبرير حربه الواسعة ضد شعبنا وضد المقاومة وضد حماس".
وشدد على ان "تهديدات الاحتلال الاسرائيلي لا تخيفنا وعليه ان يدرك عواقب اي حرب يمكن ان يرتكبها على شعبنا".
واكد ان "الاحتلال يتحمل المسؤولية عن التصعيد و(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو يحاول قلب الصورة وعليه ان يدرك ان تهديداته لا تخيف حماس واذا اقدم على حرب على غزة فإن أبواب جهنم ستفتح عليه".
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيادة الفلسطينية الى اجتماع طارىء مساء الاثنين لبحث التطورات الاخيرة، وفق ما اعلن الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة.