الذين سمعوا زكرياء مومني وهو يحكي قصة "تعرضه للتعذيب لأيام بمقر للمخابرات المغربية" ويعرض قضية بهذه الطريقة، سيتعاطفون معه دون سابق تفكير، خاصة وأن زكرياء هو بطل العالم السابق في رياضة “اللايت كونطاكت” سنة 1999.غير أن زكرياء لم يتحدث عن حقائق كثيرة، كما أن المتتبعين لهذا الملف وحتى الذين تبنوه بصفتهم الحقوقية، لا يعرفون أن الرجل مد يده للدولة أكثر من مرة. بطلنا زكرياء الذي صوّب بندقيته تجاه قلوب المغاربة، هو نفسه زكرياء مومني الذي حصل من بلاده التي يتهم إحدى أجهزتها بالتعذيب، على مأذونيتين سنة 2006، كما أنه واصل مدّ اليد كما فعل ويفعل كثيرون اليوم في مغرب دستور 2011، في وقت يحتاج فيه المغرب إلى من يعطي ولا يمَن. وما لا يعرفه الكثيرون أن زكرياء مومني قد تقدّم قبل مدة أيضا، بطلب للحصول على منصب بوزارة الشباب والرياضة باعتباره رياضيا مغربيا، فانتظر الجواب ولم يُطِق الانتظار كثيرا، ليختار طريق الابتزاز والضغط من الخارج أو ما وصفه بعض الزملاء بالابتزاز الدبلوماسي. هو إذن مغربي رفع علم المغرب في 1999 فَخَفَت نجمه ولم يظهر له أثر بين الرياضيين أو في فضاء الإعلام، ليختار بعد مدة رفع بندقيته المعبأة برصاصات الأعداء والمتربصين بالمغرب ووحدته واستقراره، كطريقة الجديدة للعودة إلى الواجهة. وبدل التوجه إلى مؤسسة من المؤسسات الدستورية المغربية التي تشهد لها العديد من الدول والمنظمات بالنزاهة والكفاءة، وجه رسالة إلى الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند طمعا في هدايا جديدة وتضامن البعض، محولا "قضيته" إلى وسيلة للاسترزاق وطنيا ودوليا. وطبعا فالمغاربة "عاقوا، وما بقاوش اللي جا يمثّل عليهم"، ويعرفون أن زكرياء مومني لن تُعفيه صفة "بطل عالم 1999" من احترام القانون، ولن تسمح له تلك الصفة التي يحملها عشرات المغاربة المحبين لوطنهم، بأن يصبح فوق القانون وهو الذي احتال على شابين مغربيين أوهمهما بأنه سيتوسط لهما للحصول على فرصة عمل بأوربا. باختصار انضم مومني إلى لائحة الأشخاص الذين يضعون الوطن في كفة ومصلحتهم الشخصية وأطماعهم ونزواتهم في كفة ثانية، غير آبهين بالوطن وبمصالحه ومكانته وصورته أمام المنتظم الدولي، وهكذا أثبت مومني بكل وضوح، أنه شخص لا يتورع في أن يبصق في الصحن الذي أكل منه بدل شكر نعمة ربه ووطنه.