ربما لم تتردد على المسامع في الأيام الأخيرة أنشودة مثلما ترددت الأنشودة التي يتغنى بها الجزائريون كلما كانت هناك مباراة رياضية: One, Two,Three Viva L'Algerie أو “واحد، اثنان، ثلاثة، تحيا الجزائر.” فقد رددتها شوارع المدن الفرنسية والبرازيليةوالجزائرية والتونسية وأنحاء أخرى من العالم، كما كُتبت مئات الآلاف من المرات في اليومين الماضيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما بعد تأهل منتخب الجزائر إلى ثمن نهائي كأس العالم في البرازيل. فما قصّة هذه الأنشودة، لاسيما أنّ لأغاني الملاعب قصصاً طريفة.. في الحقيقة فإنّ هناك الكثير من الروايات التي انبنت حول هذه الأنشودة، ولكن غيوم ستول الصحفي في “لونوفيل أوبسيرفاتور” الفرنسية كان أفضل من تتبع مسارها، بما يمنح فرصة تلخيص القصة في أربعة احتمالات، ويبقى لكم أن تحددوا الأكثر أقناعاً، أو أن تشاركونا بالمعلومات التي تعرفونها حول الأنشودة. حرب الاستقلال: We want to be free في سنوات الخمسينيات من القرن الماضي، كانت الجزائر تخوض حرب التحرير ضدّ المحتل الفرنسي، وخلصت جامعة “تيارت” الجزائرية إلى أنه لا علاقة للأنشودة بالأرقام 1 و2 و3، حيث أن الأنشودة كانت تردد من ضمن الثائرين والمتظاهرين من خلال عبارة We want to be free أي “نريد أن نكون أحراراً”، أي أن الأمر يتعلق بشعار سياسي. وبين 1954 و1962 كان ذلك أبرز شعار يرفعه الجزائريون في تظاهراتهم ونداءاتهم للمجتمع الدولي. 1974: مباراة الجزائر وشفيلد يونايتد لكن هناك رواية تقول إنّ الشعار استنبط خلال المباراة الودية التي فازت بها الجزائر على شفيلد يونايتد الإنجليزي في 3 مايو/ أيار 1974 بنتيجة 3-1 في ملعب وهران، حيث أن المتفرجين أرادوا التعبير عن عدد الأهداف بالإنجليزية حتى يستمع اللاعبون الضيوف لذلك. 1974: التوتر مع المغرب لكن هناك أيضاً من يقول إنّ تلك المباراة جرت في عزّ الأزمة بين الجزائر والمغرب حول الصحراء، فقد هتف الجزائريون “وان تو ثري.. فيفا لالجيري” رداً على هتاف مغربي كان يقول “أون دو تروا فيف لوروا” Un, Deux,trois, vive le Roi أي “واحد اثنان ثلاة عاش الملك”، في إشارة إلى الملك الراحل الحسن الثاني.. لكن هذه الرواية يرددها سياسيون مخضرمون أكثر من كونها تتردد بين الباحثين أو الرياضيين. 1975: الجزائروفرنسا في نهائي ألعاب المتوسط بعد 13 عاماً من الاستقلال، نظمت الجزائر دورة الألعاب الرياضية لدول البحر الأبيض المتوسط، وكان الاختتام في المباراة النهائية من دورة كرة القدم بين الجزائر ومستعمرها السابق فرنسا، الذي كان منتخبها العملاق قبل الستينيات يتشكل أساساً من اللاعبين الجزائريين، وكان قائده هو مدرب ولاعب المنتخب الجزائري لاحقاً، الأسطورة رشيد مخلوفي في تلك المباراة النهائية. شهدت تلك المباراة أجواءً مشحونة، من ضمنها محاولة الاعتداء على العلم الفرنسي، والتصفير ضد النشيد الوطني الفرنسي، بل إنّ اللاعب الجزائري علي بن الشيخ، الذي قُتل عدد من أعضاء أسرته على يد الفرنسيين، خاض جزءاً مهماً من تلك المباراة وهو يبكي. انتهت المباراة بفوز المنتخب الجزائري بنتيجة 3-2 فيما عدّ استقلالاً رمزياً للجزائر، مثلما قال مدرب الجزائر في تلك المباراة، ونجم فرنسا السابق رشيد مخلوفي.. وترددت تلك المعاني في هتافات ضجّ بها الملعب من نحو 100 ألف متفرج، كانوا يصيحون إثر نهاية المباراة One, Two ,Three, Viva L'Algerie.