جدد سفير المغرب في المكسيك، السيد عبد الرحمان الليبك، تأكيد المملكة على التزامها بتعزيز علاقاتها المتميزة مع البلدان الأعضاء في تحالف المحيط الهادي، ودعم المثل العليا وأهداف الاتفاق الإطاري لهذا التحالف. وقال السيد عبد الرحمان الليبك، في كلمة ألقاها خلال القمة التاسعة لتحالف المحيط الهادي التي احتضنتها أمس الجمعة بونتا ميتا بولاية ناياريت المكسيكية، إن المغرب والبلدان الأعضاء في هذا التكتل الإقليمي يواجهون نفس الإكراهات التي يفرضها الوضع الاقتصادي الدولي وتحديات التنمية البشرية، وهو ما يدفع المملكة إلى تأكيد التزامها بالمساهمة بشكل أفضل في توطيد المثل العليا، وأهداف الاتفاق الإطاري لتحالف المحيط الهادي. وعبر السفير المغربي عن شكر المملكة لمنحها صفة عضو مراقب في هذا التجمع كأول دولة عربية وإفريقية، وكذا عن اقتناعه بأن الإمكانات الكبيرة التي يتوفر عليها هذا التجمع الإقليمي الجديد ستتيح للمغرب مواجهة التحديات الجديدة والتحولات الرئيسية ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والطاقية والأمنية الناشئة في المنطقتين. وأكد أن المغرب، الذي يبذل جهودا فعلية لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، على "استعداد لمواصلة تقوية علاقات تعاونه مع كافة بلدان التحالف المحيط الهادي، بهدف إرساء مبادرات ملموسة في إطار حوار بناء، والسعي إلى التكيف بشكل أفضل مع التحولات الجديدة في محيطنا". وأضاف الدبلوماسي المغربي أن فتح تمثيلية أو مكتب تجاري لتحالف المحيط الهادي قريبا بالدار البيضاء سيساهم في تعزيز علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية مع جميع بلدان التحالف، كما سيمثل بوابة لولوج سلع ومنتجات تلك البلدان إلى الأسواق العربية والإفريقية والأوروبية، مشيرا في هذا السياق إلى الموقع الجيو ستراتيجي للمغرب والذي يجعل منه محور تقاطع للمبادلات التجارية الدولية التي تربط أمريكا وأوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط. كما ذكر السيد الليبك بأن المغرب وضع تعزيز علاقات التعاون مع الدول الافريقية، ولاسيما مع غرب إفريقيا، في صلب استراتيجيته في مجال التعاون، مبرزا أن الزيارات المتعددة لجلالة الملك محمد السادس إلى بلدان المنطقة ساهمت في إقامة علاقات متميزة بين الجانبين، وفي تعزيز التعاون الاقتصادي معها توافقا مع التزامات المملكة لفائدة التعاون جنوب-جنوب. وفي هذا الصدد، أضاف أن المملكة تقترح على الدول الأعضاء في تحالف المحيط الهادي إمعان النظر في الطريق الواعد للتعاون جنوب-جنوب، وإرساء مثل هذا التعاون مع الدول الافريقية من خلال المغرب كنقطة انطلاق وكبوابة للولوج والاتصال مع القارة، مذكرا بأن العديد من المنظمات الدولية أشادت بالنموذج الذي أرساه المغرب في مجال التعاون جنوب-جنوب ومع البلدان الإفريقية. على صعيد آخر، شكل هذا الاجتماع مناسبة للسيد الليبك لإبراز الإصلاحات الهيكلية التي انخرط فيها المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والأوراش التنموية الجاري تنفيذها والمؤهلات والبنيات التحتية ذات المستوى الدولي والرأسمال البشري التي تتوفر عليه المملكة مقارنة مع بلدان أخرى، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن الاقتصاد المغربي يتيح للشركاء وللمستثمرين العديد من المزايا، التي تتمثل أساسا في أسس اقتصادية قوية ومعدل نمو مستقر، وإمكانية الولوج إلى سوق تقدر بأزيد من مليار مستهلك بفضل عدد من اتفاقيات التبادل الحر والشراكات التي أبرمها مع العديد من البلدان. يذكر أن تم قبول المغرب كعضو مراقب في تحالف المحيط الهادي، الذي يعد تكتلا إقليميا يضم كلا من كولومبيا والبيرو والتشيلي والمكسيك، خلال القمة الثامنة لهذا التحالف التي انعقدت، في فبراير الماضي، بمدينة قرطاجنة الكولومبية المطلة على البحر الكاريبي. كما يعتبر المغرب عضوا مراقبا في منظمات إقليمية أخرى، من بينها منظمة الدول الأمريكية، والأمانة العامة الايبيرو- أمريكية. ويضم تحالف المحيط الهادي، الذي أنشئ سنة 2011 في ليما، أربعة أعضاء و30 بلدا بصفة أعضاء مراقبين ينتمون إلى أربع قارات. كما يشكل تجمعا اقتصاديا إقليميا بتعداد سكاني يزيد عن 210 ملايين نسمة، أي ما يقارب 35 في المئة من سكان المنطقة، ويمثل 36 في المئة من الناتج الداخلي الإجمالي لمنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. ومنذ إحداث هذا التكتل، تم اتخاذ عدة مبادرات من بينها، على الخصوص، إلغاء تأشيرات الدخول بين الدول الأعضاء واستخدام مباني مشتركة للبعثات الدبلوماسية وسفارات الدول الأربع في البلدان الأجنبية وتشجيع التجارة الخارجية.