من الواضح أنه سيثير قدراً من الجدل إذا رغب أي نادٍ في خلق الإثارة في سوق الانتقالات، ولكن عندما يملك هذا النادي كل شيء، وفقاً للكثيرين، فإنه يثير قدراً أكبر من الجدل. فعلى رغم أن عملية إنضمام سيسك فابريغاس من ارسنال إلى برشلونة أخذت وقتاً طويلاً، إلى أن هناك مسألة أعمق من ذلك. وهنا نظرة على ما يحمله المستقبل للنادي الكاتالوني. البدايات عندما عيّن برشلونة المدرب جوسيب غوارديولا في 2008، كان النقاش يدور حول هل يمكن أن يلعب تشافي وأندريس إنييستا معاً. والآن وبعد مرور ثلاث سنوات، يناقش المراقبون ما إذا كان يمكن أن يلعب فابريغاس وتياغو الكانترا معاً. جماهير برشلونة تبحث دائماً عن المنافسات، فعندما تم ترقية تشافي فقد دارت مناظرات حوله أو غوارديولا، ثم تلت حول إنييستا أو تشافي، والآن حان وقت تياغو أو سيسك. فقد كانت هناك مثل هذا المناظرات منذ أيام لازلو كوبالا أو لويس سواريز. جماهير البارسا تتحدث عن الخيارات دائماً. وهذه ليست مشكلة برشلونة فقط، فهناك دائماً مناقشات عن حال بعض اللاعبين الذين يمكن أن يتعايشوا في الفريق نفسه أو التشكيلة ذاتها. وهذا يحدث في أوروبا وفي أميركا الجنوبية وفي رياضة الولاياتالمتحدة أيضاً. وبما أن كرة القدم هي أكثر عالمية، فقد أصبح هذا الموضوع ساخناً، لذا ستكون فكرة جيدة لتوضيح السبب في أن المناظرات منطقية للنادي الكاتالوني. نهاية حقبة لا يعتقد بعض المراقبين بأن نهاية حقبة برشلونة أصبحت قاب قوسين أو أدنى، على رغم أنه أتم دورته بالفعل في ويمبلي عندما فاز على مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الماضي. وواحداً من النتائج المترتبة للفوز، برشلونة فاز في الكثير من الألقاب في السنوات الثلاث الأخيرة، على مستوى الأندية ودولياً هو فقدان الرغبة باللعب والمنافسة. حتى مايكل جوردان، المعروف بقدراته التنافسية، أعلن أنه كان هذا السبب في إعلان اعتزاله الأول بعد فوزه الثالث على التوالي ببطولة الدوري الأميركي للمحترفين بكرة السلة مع شيكاغو بولز في عام 1993، على رغم أن وفاة والده كان له تأثيراً كبيراً على قراره النهائي. وفي حين أن تياغو هو موهبة واعدة جداً، فإنه لن ينظر إليه على أنه يستطيع تهديد نجوم برشلونة. ومن ناحية أخرى، فإن فابريغاس هو بمثابة جرس انذار لهم. لأنه لن يوقع لبرشلونة فقط لتدفئة مقاعد البدلاء. وسيفعل كل ما بوسعه ليكون في التشكيلة الأساسية. وفابريغاس هو أيضاً "لاعب جائع" مع بعض الشيء لإثبات موهبته. مثلما كان ديفيد فيا في الموسم الماضي، اللاعب الذي يشعر أن حياته تفتقر على الأرجح إلى الميداليات، وإلى حد ما الاعتراف بقابلياته، خصوصاً مع منتخب اسبانيا. تشافي يعتقد المراقبون بأن حياة تشافي المهنية ستمتد بسبب أسلوبه في اللعب. وبما أنه ليس لاعباً متفجراً ويبلغ ال31 عاماً، فإن انحداره يمكن أن يبدأ بعد سنة... أو ثلاث سنوات. الشيء الذي لا يمكن أن يسيطر عليه. لذا سيحتاج برشلونة بأن يكون جاهزاً لليوم الذي سيعلن اعتزاله. وينظر إلى تياغو وفابريغاس، مع نمطيهما الخاصين، على أنهما البديلان المثاليان لتشافي. بعضهم يقول إن أسلوب تياغو أكثر شبهة لإنييستا، أو فابريغاس هو لاعب مباشر جداً بسبب تأثير الدوري الممتاز الانكليزي. ولكن كل لاعب يختلف عن الآخر. ولن يكون هناك تشافي آخر على أي حال. وأيضاً عندما لعب تياغو مع الفريق الأول أو في الفترة الأخيرة لاسبانيا تحت ال21 عاماً، فإنه في الواقع كان أكثر شبهاً لأسلوب تشافي من إنييستا. وهذا هو الدور الذي أعطاه له غوارديولا ومدرب منتخب اسبانيا تحت ال21 عاماً لويس ميلا. أما فابريغاس فإنه لاعب مختلف. ولكن لا يمكننا أن ننسى أول مواسم له في صفوف ارسنال عندما كان يلعب في مركز أعمق وغير مباشر، ولديه قدرة على التكيف ويشعر بالراحة في هذا المركز. جيل مختلف يبلغ تشافي 31 عاماً وإنييستا 27 وفابريغاس 24 وتياغو 20 عاماً. وسيسد فابريغاس فجوة 11 عاماً بين تشافي وتياغو وفجوة 7 سنوات بين إنييستا وتياغو. وهذا من شأنه أن يساعد على مواصلة تحسين تياغو أداؤه من دون الحاجة إلى شعوره بالضغط عندما يتم استبداله بأهم لاعبين اثنين في خط الوسط في تاريخ برشلونة واسبانيا، وبما أن فابريغاس لاعب أكثر خبرة من الاثنين، فإنه سيتقاسم المسؤولية مع تياغو. يمكن لبرشلونة أن يتحمل نفقاتهما وعلى رغم أن هناك الكثير من الكلام عن الموارد المالية لبرشلونة، إلا أن الحديث هو عن النادي الذي يولّد 420 مليون يورو سنوياً. وهذا المبلغ لا يشمل الصفقة السنوية الحديثة ب30 مليوناً مع قطر. ومع إيحاء النادي بأنه يستطيع أن يستثمر 45 مليون يورو في الموسم الواحد في السنوات الخمس المقبلة، أي ما مجموعه 225 مليوناً، فإن هذا المبلغ كبير جداً مقارنة مع احتياجات برشلونة لتلك الفترة مع الأخذ في الاعتبار اللاعبين الذين ينتجهم النادي. تشكيلة صغيرة أربعة لاعبين لمركزين فقط يمكن أن يكونوا كثيرين، ولكن ماذا عن حوالي ال18 لاعباً آخرين لإحتلال عشرة مراكز؟ وبما أن غوارديولا يحب أن تكون تشكيلته صغيرة، فإنه ستكون مفاجأة إذا وقع النادي الكاتالوني على أكثر من 3 لاعبين جدد. على رغم، مثل ما يقوله النادي دائماً، يمكن للسوق أن توفر لك فرصة جيدة. فستكون هذه التعاقدات مع سيسك فابريغاس والكسيس سانشيز ووكيكو فيمينا. وهذا من شأنه أن يعطي غوارديولا تشكيلة من 20 لاعباً (حارسين للمرمى) زائد لاعب واحد(كيكو الذي سيتم تسجيله مع برشلونة ب). وبما أن بعضهم لا يتوقع ان يشتري برشلونة لاعباً لمركز ظهير الوسط. وقد يكون هذا الشيء مثيراً للجدل، لكنه مجرد عمل لتقييم مدى الحاجة إلى موهبة، فقد يلعب خافيير ماسكيرانو مباريات عدة في هذا المركز وعلى جانبيه جيرار بيكيه وكارليس بويول، على رغم أن الأخير يبلغ ال33 عاماً ويعاني من مشكلة في الركبة، لذا ينبغي الاعتناء به لتمديد مسيرته المهنية. ويمكن أيضاً لأريك ابيدال وأندرو فونتاس وماسكيرانو من تغطية مركزه. ومع لعب ماسكيرانو في مركز قلب الدفاع، فربما سيطلب غوارديولا من فابريغاس اللعب في العمق لمباريات عدة كصانع ألعاب مناوباً على حد سواء مع سيرجيو بوسكيتس وماسكيرانو بالتأكيد. وسيكون لبرشلونة 5 خيارات للتناوب في مركز الهجوم بالإضافة إلى إنييستا. ومن المتوقع أن يقوم النادي الكاتالوني بالتناوب بين اللاعبين أكثر في الموسم المقبل بعدما دفع أداؤهم إلى أقصى حد في الموسمين الماضيين. وهؤلاء الستة هم ليونيل ميسي، الوحيد الذي سيكون له رأياً في عدد الدقائق التي سيلعبها، وفيلا وبيدرو وإبراهيم أفلاي وسانشيز وأخيراً إنييستا. وإذا شارك الأخير فإنه سيكون له تأثيراً في الوقت الذي سيلعبه كل من تياغو وفابريغاس. وهناك أيضاً سيدو كيتا، ولكن إذا بقي في النادي وهذا ما يتوقعه معظم المراقبين، فإنه سيكون من اللاعبين الذين ليس من شأنهم أن يشكو إذا كان لهم دوراً صغيراً في تشكيلة الفريق، على رغم أنه كان حاضراً في معظم المباريات في الموسم الماضي في الوقت الذي كان الكثير منهم يأتون من مقاعد البدلاء. وأيضاً من الممكن جعل كيتا أو أفلاي جزءاً من هذه التشكيلة. ولن يتفاجأ المراقبون ما إذا كان هناك نقاشاً مماثلاً في الموسم المقبل حول سيرجيو روبرتو، اللاعب الذي يحبه غوارديولا كثيراً.