مرحبا أيتها الهبة التي أرسلها إلينا الله من السماء . مرحبا بالمتقين المؤمنين الصالحين المصلحين، مرحبا بأهل الإصلاح. لقد بلغنا ولله الحمد أن صندوق النقد الدولي قد وهبكم ملاين الدولارات لتستكملوا الإصلاح ، كما بلغنا أيضا أن سياساتكم العمومية الإصلاحية قد مرت بنجاح ، وصادق عليها نواب الأمة ، و رحب بها الشعب المغربي كافة ، إلا فئة قليلة جدا ، وهؤلاء يريدون أن أن ينالو من الدين و من الإسلام ، ورفضهم لهذه السياسات الإصلاحية ليس إلا نفاقاً كنفاق "دموع التماسيح" ، أصلا "هما النيت تماسيح". وقد بلغنا أيضا ، يا حملة قناديل ومصابيح الإصلاح ، أن أصل المشاكل و القلاقل هم أهل العهد البائد ، ومن والاهم وكان في ملتهم و زمرتهم ، ونحن يا سادتي نوافقكم في هذه الرأي السديد المنيع ونشارككم هذه الرؤية الفذة ، أصلا اليوم لا توجد لا مشاكل ولا قلاقل. لقد استمتعنا كثيرا بموازينكم ، لقد كان الاحتفال شيقا و برزت فيها مؤخرات النساء و امسك الراقصون أعضاءهم من على منصات موازينكم ، لقد شاهدنا ذلك في قنواتكم العمومية التي ولله الحمد جاهدتم جاهدين مجاهدين ، أن تجعلوا لها دفاتر تحملات إصلاحية ومصلحة ، والحمد لله ، استمتعنا بالحفل كثيرا ، حتى المرضى في المنازل المجاورة و أصحاب المخبزات و الدكاكين و عمال النظافة الذين كانوا يحاولون النوم تلك الليالي الجميلة ، كانوا يرقصون في نومهم فرحا وطربا ، أدامكم الله ذخرا لهذا البلد المؤمن ، المسلم و السعيد. لقد سمعنا أنكم تضاعفون جهودكم ، كما تضاعفون تسعيرة الكيلو واط الواحد من الكهرباء ، و هذا يجعلنا في راحة تامة و مطمئنين على مصالحنا ، كما أننا تلقينا و بفرح كبير جدا خبر عدم إرسالكم لحفل تنصيب السيسي ، وهذا له سبب واحد حسب فهمنا ، وهو أن الملك خاف أن يلتقي "السيسي" مع "السِيزِي" فتصبح الإنسانية في خبر كان . لقد علمنا أيضا ، يا سادتي حفظكم الله ورعاكم ، أنكم تحرصون على هذا الدين أشد الحرص ، أكثر مما يحرص عليه الأفراد و أبناء الوطن جميعا ، وها أنتم يا رعاكم الله ، تشجعون شبابنا اليوم على الزواج ، وأطلقتم مشروع "لالكم العروسة" و قدمتم لنا نموذج الزواج الذي ترغبون أن تروه في بيوت المغاربة وهو " خوك يعنق مرتك و أنت عنق ليه مرتو" ، شكرا لكم . كما أننا و لله الحمد ، نتلقى وبفخر كبير جدا ، كلمات أبناءنا في المدارس الابتدائية و الإعدادية ، عن الحب و مشاعر الحب و العشق من قبيل "أحبوكي" و "أعشقكي" و "أريد أن أبوسكي"...و التي تفوح بها رسائلهم العطرة ، و قد سألناهم عن مصدر هاته المشاعر الجياشة فأخبرونا أن مصدرها " دو زيم"، أدام الله علينا نعمة الحب والعشق و مشاهد العري و العهر ، وأبعد عنا الوعي و التعليم و الأخلاق و القيم . يا أهلا وسهلا بالإصلاح ، مستشفياتنا أصبحت نظيفة جدا ، والأطر كافية و "شايطة" ، حتى أن بلدتي التي تضم أزيد من 100 ألف شخص تقديريا ، لا يتوفرون إلا على طبيب واحد ، و لا يتوفرن على جهاز كشف "سكانير" أو" دياليز "أو ... ولله الحمد حمدا كثيرا ، شكرا للإصلاح . لقد بلغنا أيضا ، أنكم قلتم في معرض كلامكم في أكوراي أن مباراة التعليم لن تكون بتوظيف مباشر وأن المباراة مفتوحة في وجه الجميع ، ما هو " الجميع" ؟ ، وشكرا. الحمد لله نتلقى بفرح هذا الترقي الاجتماعي الذي يصاب به منتخبونا و رؤساؤنا حفظهم الله ورعاهم ، فقد كانوا يركبون على الدراجات الهوائية ، ويرتدون أحذية "مقطعة" و "مشايات الميكا" ، وقد أصبحوا بقدرة قدير ، يبنون في الرباط و يشترون السيارات و يطلقون مشاريعهم الخاصة ، وهذا من فضل الله ، اللهم أدم نعمة الإصلاح واشملنا بها . أيها المشوشون ، أيها المعرقلون ، لا مكان لكم في وطن نظيف و جميل، يضمن للأفراد حقهم في الشغل و العيش الكريم ، و في التعليم و الصحة و الولوج إلى الخدمات الاجتماعية ، أيها المشوشون ، أنتم أعداء الله ، ما دمتم تعادون الإصلاح ، فالإصلاح ثم الإصلاح و لاشيء غير الإصلاح . الحمد لله بقلب مؤمن صادق تلقينا نبأ وفاة المهدي المنجرة ، هل تعرفونه ؟
المهم ، لقد كنا نهلوس فقط ، لا تلقوا بالا لكلماتنا ، تحدثنا قليلا فقط في غمرة لحظات "الهبال" التي تصيبنا ، فلا تهتموا لكلماتنا ، و عاش الإصلاح ومات المشوشون ، عاش الإصلاح .