تزيح بلدة جلاروس السويسرية الستار اليوم الجمعة عن نصب تذكاري أقيم لتخليد ذكرى امرأة قطع رأسها قبل أكثر من 200 عام لاتهامها بأنها سحرت طفلة. وجلاروس هي البلدة التي أصدرت آخر حكم بالإعدام في أوروبا ضد ساحرة. وتفيد وثائق السجلات المحلية أنه جرت إدانة الخادمة أنا جولدي كساحرة بعد أن مرضت ابنة مستخدمها البالغة من العمر 8 أعوام، وبدأت تبصق دبابيس أثناء نوبات السعال. وباتت السلطات في البلدة الواقعة بوسط سويسرا مقتنعة بأن جولدي ساحرة بعد أن عالجت الطفلة في وقت لاحق على ما يبدو مستخدمة قوى خارقة للطبيعة. وحكم على جولدي بالموت بعد أن اعترفت تحت التعذيب بأن الشيطان ساعدها وقطع رأسها بالسيف في عام 1782 في وقت كان فيه المثقفون يدافعون عن العقل في مواجهة التقاليد وتلاشت فيه محاكمات السحرة في بلدان أخرى مثل بريطانيا. وقال فالتر هاوزر الذي ألف كتاباً عن جولدي إن إعدامها "أحدث موجات من الصدمة في أوروبا كلها وكتب أناس أنه من غير المعقول أنه لا يزال هناك أناس في بعض مجتمعات سويسرا يعتقدون في السحر." وفي عام 2008 برأ برلمان جلاروس جولدي التي كان عمرها 48 عاما عند موتها. وقال هاوزر إن النصب التذكاري الذي يتألف من مصباحين مضائين بشكل دائم بجوار محكمة جلاروس، هو لفت الانتباه لانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في العالم اليوم وكذلك لقصة جولدي. وقال: "النصب تعبير عن التكفير عن الظلم الذي حدث هنا، يكون ضوءاً أبدياً لأنا جولدي."