رحبت السيدة امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أمس الخميس، بالنداء الذي تم إطلاقه من قبل المشاركين في مؤتمر القمة العالمي لمكافحة العنف الجنسي في مناطق النزاع، للتحرك من أجل وضع حد للانتهاكات التي ترتكب في حق النساء والأطفال خلال النزاعات المسلحة. وأكدت السيدة بوعيدة، في كلمة لها خلال مؤتمر وزاري، نظم حول موضوع "الوقاية والتصدي للعنف الجنسي خلال النزاعات" في إطار مؤتمر القمة العالمي، بحضور، على الخصوص، سفيرة المغرب في بريطانيا للا جمالة، أهمية الموضوع الذي تم اختياره لهذا اللقاء الذي يشكل فرصة لإثارة القضايا المرتبطة بالانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها النساء والأطفال في مختلف مناطق النزاع عبر أنحاء العالم. وأضافت الوزيرة أن هذا اللقاء يمثل أيضا فرصة للتفكير في استراتيجيات عمل ملموسة وشاملة وفي سبل دعم الجهود العالمية لوضع حد للعنف ضد النساء والأطفال. وقالت إن المغرب يسجل "بارتياح التقدم المحرز حتى الآن على المستوى الدولي لمعالجة هذه الإشكالية. ومع ذلك، ما تزال هناك العديد من التحديات خاصة في ما يتعلق بضمان جواب إنساني شامل يحمل إجراءات ملموسة على أرض الواقع". وأبرزت السيدة بوعيدة الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس لهذا الموضوع وللبعد الإنساني للدبلوماسية المغربية، مذكرة، في هذا الصدد، بإنشاء مستشفى عسكري ميداني في مخيم الزعتري للاجئين، بالأردن. وأشارت السيدة بوعيدة إلى أن المغرب، الوفي لالتزامه بالحفاظ على الأمن في إفريقيا، أقام مستشفى ميدانيا عسكريا في مالي، لتخفيف معاناة السكان ضحايا النزاع، من خلال منحهم المساعدة والدعم النفسي والرعاية الطبية. وأشارت أيضا إلى أن المغرب، خلال توليه منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ساهم بشكل كبير في اعتماد القرار رقم 2106، الذي يشكل قفزة نوعية في مجال الوقاية من العنف الجنسي. كما أبرزت أن المغرب، بصفته منسق دول عدم الانحياز لحفظ السلام في لجنة الÜ 34 للأمم المتحدة، دافع دائما عن الدور المسؤول والحاسم والنبيل لعمليات حفظ السلام، وعمل من أجل تعزيز السلام. وأضافت أن المملكة مقتنعة تماما بأن الدينامية التي خلقتها مبادرة الوقاية من العنف الجنسي، التي أطلقتها بريطانيا، ينبغي دعمها خلال هذه القمة التي تعرف مشاركة 40 وزيرا ومسؤولين كبار من أزيد من 140 بلدا من جميع أنحاء العالم. واعتبرت السيدة بوعيدة أن هذا اللقاء سيساهم حتما في الحفاظ على هذه الدينامية من خلال تعزيز التآزر وتحفيز التكامل على مستوى عمل كافة الأطراف المعنية، وذلك بهدف تفعيل برنامج طموح وشامل يروم القضاء على الاستغلال الجنسي والانتهاكات الجنسية بجميع أشكالها وتمظهراتها. وقد أعطى كل من وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، ونجمة هوليوود، وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أنجلينا جولي، انطلاقة هذا اللقاء العالمي الكبير، الذي يجمع أيضا ناشطين جمعويين وخبراء قانونيين وعسكريين وكذا ممثلين عن المنظمات الإنسانية ورجال دين. ويشمل برنامج القمة، المنظم بلندن من 10 إلى 13 يونيو، ورشات عمل ومؤتمرات ومعارض وأفلام صامتة لتعبئة الرأي العام الدولي ضد الاعتداءات الجنسية في مناطق النزاع. وتسعى هذه القمة، وهي أكبر تجمع من نوعه لبحث هذا الموضوع تحت شعار "حان الوقت للتحرك"، إلى كشف النقاب عن تزايد الانتهاكات الجنسية في مناطق النزاع، ومكافحة إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب، والخروج بإجراءات ملموسة ضد هذه الظاهرة. وحسب تقارير الأممالمتحدة، فإن العنف الجنسي استخدم كسلاح حرب في جل النزاعات الكبرى تقريبا خلال العقود الأخيرة، من البوسنة إلى رواندا. وفي بعض النزاعات، يتم اللجوء إلى الاغتصاب لنشر فيروس فقدان المناعة المكتسب (الإيدز) لدى النساء وإلحاق الأذى بهن وحرمانهن من إنجاب الأطفال. يشار إلى أنه تم، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، تبني إعلان دولي من قبل 148 بلدا التزمت بالعمل على وضع حد للانتهاكات الجنسية في مناطق النزاع.