تعتبر مرحلة الباكلوريا مغامرة عاشها كل طالب و يحلم بها كل تلميذ ، و يسعى كل من يعيشها إلى تجاوزها ، فهي مرحلة تؤثر كثيرا في حياة التلميذ نفسانيا و اجتماعيا ، و التلميذ الغير الحاصل على شهادة الباكلوريا يوصف بالكسول أو المتكاسل ، لان هذه الشهادة تعتبر قنطرة إلى مستقبل زاهر بالنسبة لفكر التلميذ . و لهذا يحاول كل معني النجاح بأي طريقة كانت حتى و لو اقتضى الحال إلى الغش ، و هذا الأخير هو آفة المنظومة التعليمية و أفيون البحث العلمي وحاجز تقدم العلم ، لان التلميذ عندما يتكل على الغش لا يجتهد و لا يحاول الاجتهاد بل يتستر وراء ثقافة "من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه ظل في قسمه " . و " الغاية تبرر الوسيلة " و تعددت وسائل الغش من التصغير " التحراز " و الاتكال على الزملاء إلى ما هو تكنولوجي الهاتف النقال " ليكيت" ... أو الغش بالقوة بتهديد الأستاذ أو التلميذ المجد . و لهذا فطنت الدولة إلى محاولة الحد من هذه الظاهرة بالتحسيس الإعلامي الموسمي و التحسيس في خطبة الجمعة عند اقتراب الامتحان ، راجيتا الحد و لو القليل من هذه الآفة الخطيرة . لكن هذا لا يجدي نفعا لأسباب تربوية، فالطفل و هو صغير أصبح لا يُنَشَّأُ على التربية الإسلامية التي تحت على عدم الغش لحديث رسول الله صلّ الله علية و سلم " من غشنا فليس منا " . و الأساتذة و المعلمين يتغافلون عن تحذير التلاميذ بخطورة الغش أخلاقيا و شرعا ، و يتغافلون عن اتخاذ الإجراءات اللازمة مع كل من غش لكي يأخذ التلاميذ الآخرين العبرة من زميلهم المضبوط . و الخطير في الأمر أن هناك بعض الأساتذة و أولياء الأمور يشجعون على الغش . و لكن السؤال الذي يطرحه نفسه هنا : ما الحل للحد من هذه الظاهرة ؟
فالحل الناجع و الأنسب هو على المسئولون بالتربية أن يربون أبنائهم على عدم الغش و الحث على الاجتهاد . طمعا في جيل جديد خالي من الغشاشين لأن اللجوء إلى العنف للحد من الظاهرة لن يولد إلا العنف ، لان التعلم في الصغر كالنقش على الحجر ، و كيف لطفل رُبّيَ عل ثقافة الغش أن يقلع عنه بالمجالس التأديبية أو ما شابه ؟