حضر يونيو مرة أخرى وحضرت معه تلك الأكذوبة السنوية المسماة"امتحانات الباكلوريا"،هذه الامتحانات التي مازالت تخلق نوعا من الاستنفار وسط التلاميذ وحتى ذويهم الذين يعتقدون أن الباكلوريا هي البوابة التي تخفي من ورائها آمالا مشرقة ومستقبلا منيرا،متناسيين أو متجاهلين أن الشواهد بالمغرب تحرم صاحبها من كل الحقوق وتمنحه حقا وحيدا هو حق تذوق الزرواطة أمام قبة البرلمان!!..ليس هذا ما يهمنا على أي حال،بل ما يهمنا هو الحركة الدءوبة التي تعم المكتبات ودور النسخ ،فهناك من هو راغب في نسخ الدروس لمراجعتها وهناك من يريدها في نسخ مصغرة ليقرأها خلال حصة الامتحان!!أما أكبر المستفيدين من هذه الامتحانات فهم أساتذة الدروس الخصوصية حيث تزداد الحاجة إليهم خاصة أساتذة الرياضيات والفيزياء والانجليزية،فهؤلاء ترتفع أسعارهم إلى أرقام تتجاوز ألفين درهم يدفعها كل تلميذ راغب في بضع ساعات إضافية،لكن هذا السعر يرتفع إلى أرقام خيالية يوم الامتحان عندما ينخرط هؤلاء في حل مسائل الامتحانات التي تتسرب من بعض المراكز عن طريق الفايسبوك أو سيارة الإسعاف أو الحمام،فهذه كلها طرق تم اعتمادها خلال السنوات الماضية. لقد أصبح الغش بامتحانات الباكلوريا مائعا إلى درجة فقدت معها هذه الشهادة قيمتها،لذلك وجب على السيد وزير التعليم وباقي الحكومة العمل من أجل الحد من هذه الميوعة التي تؤذي التلميذ معتقدا أنها تفيده..وعلى ذكر الحكومة والباكلوريا فقد حدث يوم الانتخابات التشريعية الأخيرة أن وجدت تلميذا رافعا يده إلى السماء ويدعو بالقول:"يارب ألا يفوز حزب العالة والتنمية بالانتخابات"وعندما استفسرته عن سبب هذا الدعاء أخبرني بأنه إذا وصل هذا الحزب إلى الحكومة فانه سيمنع الغش يوم الامتحان!!!؟؟