تكلمت نبيلة منيب وقالت بصوت الواثق من نفسه :"بن كيران مجرد مسكين مغلوب على أمره ،نحن لا نعارض الحكومة لأنها لا شيء ..نحن نطالب بالملكية البرلمانية على غرار بريطانيا..." وقبلها بأعوام تكلم حزب الاتحاد الاشتراكي وقال نفس الكلام قبل أن يسكتهم المرحوم الحسن الثاني بذكائه وحنكته السياسية بعدما أوصلهم لرأس الحكومة دون أن يعلموا أنه يوصلهم لنهايتهم..وفعلا انتهى الحزب،حتى أصبح يتزعمه من هب و دب!! وما عدنا نسمع أصواتا تطالب بما كان يطالب به اليوسفي وكل الزعماء من قبله . نبيلة منيب تحولت لرجل بشارب(اعتذر عن هذا التشبيه)بعدما حلق زعيم الاتحاد الاشتراكي شاربه ،فأصبحت تنتج خطابا لا يؤمن بالطابوهات السياسية، ويمارس المعارضة بنوع من الفهم العميق للمشهد السياسي المغربي ،وبنوع من المنطق في توزيع الأدوار بين السياسيين والزعماء..منيب تفهم جيدا كيف تمت بناية هرم السلطة وتعرف جيدا المكان الذي يتموقع فيه كل مسؤول داخل هذا الهرم،لذلك فهي عندما تتكلم فإنها لا تفعل ذلك من عبث بل من خلفية معرفية عميقة.إنها لم تصل لرئاسة الحزب الاشتراكي الموحد كونها شابة جميلة أو أنيقة أو لأنه لا رجال بالحزب..بل لأنها ذات كفاءة عالية،حاملة لفكر تقدمي وخطاب تجديدي، وأيضا محملة بتجربة نضالية وحنكة سياسية تنافس فيها الرجال،وأحيانا كثيرة تتفوق عليهم. ابنة الدارالبيضاء،الدكتورة الأستاذة الجامعية ، الأم لثلاثة أطفال،سيدة عصامية استطاعت أن تخلق لنفسها مكانا مهما في عالم السياسة بمعناها اليساري..هذه هي نبيلة منيب..أتابعها مؤخرا في حوار مع الصحفي محمد التيجيني عبر قناته "مغرب تي في" الذي هو مديرها و رئيسها ومذيعها الوحيد ،قلت أتابعها وهي تجيب على أسئلته بسلاسة و جرأة وفهم عميق لمجريات الأحداث بالساحة المغربية والإقليمية ،ليس مجرد فهم بل تحليل عميق للعبة الكواليس ،ودراية أيضا بمن يحرك الكراكيز من خلف الستار .
نحن لا نلمع صورة نبيلة لأننا لا نؤمن بالزعيم الوحيد أولا ،وثانيا في لا تحتاج لمن يلمعها ..نحن فقط نسلط الضوء على سياسية تفهم المشهد المغربي جيدا، ولا تكتفي بالفهم بل تجرؤ على قول ذلك في تكسير لطابوهات السلطة والسياسة التي لا يقدر لشكر أو شباط أو الباكوري على تكسيرها .