استعاد المتظاهرون المعارضون للرئيس المصري حسني مبارك السيطرة على ميدان التحرير بعد مواجهات عنيفة مع مجموعات من مؤيدي مبارك دخلت الميدان بأسلحة بيضاء وعصي، في حين أعلنت مصادر طبية رسمية عن مقتل شخص قالت إنه مجند وإصابة 403 في المواجهات. وقال شهود إن المتظاهرين سيطروا على أغلب مداخل ميدان التحرير، مؤكدين أنهم لن يغادروه حتى تتحقق مطالبهم بتنحي الرئيس مبارك، ورافضين دعوات من الجيش عبر مكبرات الصوت لإخلاء الميدان فورا.
ونقل التلفزيون المصري عن وزارة الصحة قولها إن 403 أصيبوا بجروح وقتل مجند في القوات المسلحة في تلك الاشتباكات.
وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الرحمن شاهين إنه تم الدفع ب73 سيارة إسعاف تابعة للوزارة إلى نقاط تجمع حول ميدان التحرير، موضحا أنه تم نقل المصابين إلى ثلاثة مستشفيات مجاورة.
ومن جهته كشف مدير مستشفى ميداني انتقل إلى ميدان التحرير لإسعاف الجرحى للجزيرة إن هناك أكثر من 750 جريحا إصاباتهم توصف "بالخطيرة للغاية" لدى المتظاهرين حولت المكان إلى "مستشفى حرب".
ومن جهتها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أطباء متطوعين في مسجد عباد الرحمن قرب الميدان حيث تمت إقامة مستشفى ميداني، تأكيدهم أنهم استقبلوا على الأقل 500 جريح.
وذكرت مصادر صحفية أن مظاهرات مؤيدة للمتظاهرين تتجه نحو ميدان التحرير من مناطق مختلفة بالقاهرة.
وكان مراسل الجزيرة نت قد نقل في وقت سابق عن مصادر خاصة بمناطق متعددة في القاهرة تأكيدها أن مئات الشبان تحركوا باتجاه ميدان التحرير لإنقاذ زملائهم المحتجين الذين تعرضوا لاعتداءات.
وكانت اشتباكات عنيفة وتراشق بالحجارة قد بدأت بعد ظهر اليوم في ميدان التحرير بعد اندفاع مئات من المتظاهرين الذين عرفوا كمؤيدين للرئيس مبارك، قبل أن يؤكد شهود أنهم رجال أمن بملابس مدنية ومجموعة ممن يوصفون "بالبلطجية".
وأظهرت صور تلفزيونية مباشرة مهاجمين -يمتطون أحصنة وجمالا ويحملون ما يبدو أنها عصي وقضبان حديدية- يغارون على جموع من المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك.
وشوهد في لقطات أخرى صور لمتظاهرين يسيطرون على مهاجمين كانوا فوق أحصنة، وآخرين يبرزون هويات رجال أمن يبدو أنها انتزعت أو سقطت من المهاجمين أثناء الاشتباكات.
واتهمت مصادر صحفية للجزيرة من وصفتهم بعناصر من وزارة الداخلية بلباس مدني ومن يوصفون بالبلطجية، بمهاجمة المتظاهرين في ميدان التحرير.
رجال أمن ونفت وزارة الداخلية اتهامات بوجود رجال أمن بملابس مدنية اندسوا في صفوف المشاركين في هذه الاشتباكات.
وأثناء ذلك عرضت صور تلفزيونية متظاهرين يبرزون هويات لرجال أمن انتزعوها أو سقطت أثناء الاشتباكات.
وذكرت شاهدة عيان تقطن في إحدى الطوابق المطلة على ميدان التحرير أنها رأت أفراد الشرطة يقومون بارتداء بدلات قوات الجيش ويعتدون على المتظاهرين.
وتساءلت في اتصال هاتفي مع الجزيرة عن كيفية وصول قنابل الغاز إلى أيدي المهاجمين على المتظاهرين في الميدان.
وقال صحفي في الميدان في اتصال مع الجزيرة إن المتظاهرين تمكنوا من إلقاء القبض على 14 من "البلطجية" ورجال الشرطة السرية وتسليمهم إلى القوات المسلحة.
وذكر أن المتحف المصري تعرض لعشرات القنابل الحارقة، مما جعله مهددا باندلاع النيران فيه.
وفي خضم ذلك أكدت عدة مصادر صحفية وشهود عيان أن الجيش ظل على الحياد في هذه الاشتباكات رغم تحذيره في وقت سابق المهاجمين المؤيدين للرئيس مبارك من الاعتداء على المتظاهرين وتأكيده أن تدخله سيكون حازما.
وذكرت مصادر للجزيرة أن الجيش بدأ في وقت لاحق توجيه نداء عبر مكبرات الصوت لإخلاء ميدان التحرير، لكن مراسل الجزيرة نت قال ان المتظاهرين رفضوا الخروج من الميدان حتى تتحقق مطالبهم برحيل الرئيس المصري.
وفي سياق متصل أفاد مراسل الجزيرة بأن قيادات الحزب الحاكم اجتمعت مع قيادات أمنية لشق صف قوى المعارضة.
وتأتي هذه التطورات في وقت كان المتظاهرون المصريون يواصلون فيه تدفقهم على ميدان التحرير تشبثا بمطلبهم برحيل نظام مبارك الذي حدد ائتلاف المعارضة بعد غد الجمعة يوما لرحيله.
وحملت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية الرئيس مبارك مسؤولية الدماء التي تسيل وتعهدت بمقاضاته.