رأت صحف جزائرية اليوم السبت أن حصول المغرب قبل يومين على طائرات “أف 16″ يعد استهدافا للجزائر ويأتي معاكسا تماما لما أعلنه الملك المغربي محمد السادس لمناسبة الذكرى 12 لاعتلائه العرش حول رغبته في توطيد العلاقات مع الجزائر وفتح صفحة جديدة معها. وتساءلت صحيفة “لكسبريسيون” التي تنشر بالفرنسية، ضد من يريد المغرب استعمال هذه الطائرات؟”. وكتبت ” إن هذه الصفقة تأتي في وقت يجري الحديث عن انفراج في العلاقات بين البلدين، فما الذي يخيف الرباط إلى درجة دفعها إلى استعمال أهم عوائدها المالية لخدمة الصناعة الأميركية؟”. وأضافت الصحيفة أنه “من حق المغرب تسليح نفسه، ولكن فقط هذا الإعلان عن الصفقة جرى وسط ضجة إعلامية وفي ظرف إقليمي حساس يمتاز بالحرب الأهلية في ليبيا وبغد مجهول لتونس التي تعيش مرحلة انتقالية بالإضافة إلى الوضع في منطقة الساحل الإفريقي الذي يمتاز بالإرهاب والتهريب”. وتساءلت إن”المغرب يريد دعم قواته الجوية ضد من؟ ولمنافسة من؟ سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن المغرب يخشى هجوما يأتي من الأطلنطي؟ لأنه بكل بساطة المغرب يعتبر محمية فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية”. وخلصت الصحيفة الى “إن المغرب يسلح نفسه لأنه يخشى الجزائر التي توجد في موقع قوة إقليمية بفضل جيشها على كل المستويات، وبفضل أيضا أن الجيش الجزائري خاض حربا تحررية وهو جيش تمرّس على الحرب ضد الإرهاب، وهي وضعية دفعت القوى العسكرية العالمية من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الإعتراف بذلك”. من جانها نقلت صحيفة “الشروق اليومي” عن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الجزائر الدكتور أحمد عظيمي، قوله “إن المغرب يتحمل مسؤولية السباق نحو التسلح في منطقة شمال إفريقيا، بسبب لجوئه المتكرر لتطوير ترسانته العسكرية بأحدث المعدات والأسلحة، دون مبررات مقنعة، مما ساهم في بت الشكوك في دول الجوار”. وقال عظيمي “إن الكثير من المغاربة، كانوا يعتقدون أن المبالغ التي خصصتها الجزائر للتسلح كانت بهدف مواجهة المغرب، مؤكدا أن الواقع على عكس ذلك تماما”. وأشار إلى أن “الجزائر لم تتسلح لمدة 10 سنوات بسبب الإرهاب” ،مضيفا أن “اقتناء الجزائر للأسلحة خلال السنوات الأخيرة لم يكن يوما لمواجهة المغرب، وإنما لمواجهة خطر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وعصابات التهريب على حدودها خاصة الجنوبية” ،مشيرا إلى أن “شساعة الحدود والمساحة، كافية لتبرير لجوء الجزائر لمثل هذه الخطوة”. واعتبر عظيمي أن “المغرب يرى بأن الجزائر تشكل خطرا عليه، هذه المسألة ليست بجديدة…لكن المغرب ليس بحاجة إلى التسلح، ما دام أنه في حماية الدول الغربية، خاصة أمريكا وفرنسا” ،مضيفا أن “الجزائر لا تزعجها الصفقة، لأن الجيش الجزائري أكبر قوة عسكرية في المنطقة”. وحذر عظيمي من أن “المغرب له أطماع توسعية في المنطقة” مشيرا إلى أن “الدستور المغربي الجديد، يتضمن مادة في السياسة الخارجية، تهم الجزائر كدولة جارة، تقول إن المملكة غير قابلة بحدودها الحالية وتحاول تبني سياسة توسعية”. من جانبها، عبرت جبهة البوليساريو عن قلقها عما وصفته بالتوجه الخطير للمغرب بعد اقتنائه لطائرات ” أف 16″. وقال بيان صادر عن وزارة الإعلام في الجبهة “إن صفقة الطائرات الأمريكية هي دعم للحكومة المغربية على المضي قدما في سياسة التعنت الاستعمارية القائمة على احتلال الصحراء الغربية بالقوة العسكرية، ضاربة عرض الحائط ميثاق وقرارات الأممالمتحدة منذ 31 أكتوبر 1975″. واعتبرت الجبهة أن “المغرب ليس بحاجة إلى صفقات تسليح تصرف فيها الأموال الطائلة ولكن في حاجة إلى بسط الديمقراطية الحقيقية وتكريس حقوق الإنسان داخل البلاد”. وكان المغرب تسلم الخميس الماضي دفعة أولى من طائرات “أف 16″ مجهزة بتجهيزات إلكترونية ورادارات، من أصل 24 طائرة، بقيمة إجمالية تقدر ب 2.4 مليار دولار. وقالت مارغريت وودوارد قائد سلاح الجو الأميركي في إفريقيا في مؤتمر صحافي إن “الطائرات ال 20 المتبقية، ستسلم 7 منها مطلع العام المقبل وال 13 المتبقية في الأشهر “التالية ، موضحة أن الطراز الذي تسلمه المغرب هو نفسه الذي يمتلكه فقط، سلاح الجو الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.