عندما نشعر بالصداع يكون رد الفعل عادة تناول حبتين من المسكّنات، فقد أصبحت هذه الأدوية جزء من حياتنا اليومية، ولا يفكر في آثارها الجانبية إلا قليل من الناس. لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن مسكّن الأيبوبروفين يسبب مرض الاضطرابات الهضمية، إلى جانب ما هو معروف عنه من تهييج المعدة والتسبب في القرحة. دعا تقرير جديد نشرته صحيفة "دايلي ميل" إلى إعادة النظر في العقاقير المضادة للالتهابات غير السترويدية مثل مسكّنات الأيبوبروفين لارتباطها مع المرض الذي يعرف باسم "متلازمة الأمعاء المتسربة"، والذي تكون فيه جدران الأمعاء أكثر نفاذية. وحذرت نتائج دراسات حديثة لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية من أن المسكنات يمكنها أن تسبب التهاب الأمعاء وزيادة نفاذيتها. وأضاف التقرير أن زيادة نفاذية الأمعاء تسمح للغلوتين بالتسرب، ويعتقد أن ذلك سبب رد الفعل السلبي من الجسم للغلوتين، حيث يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة التي تحتوي علىه إلى مجموعة من الأعراض. يوجد الغلوتين في المعكرونة، والكعك، والحبوب، والخبز، والصلصات، وبعض الوجبات الجاهزة. تتضمن أعراض رد الفعل السلبي تجاه الغلوتين الإسهال، والانتفاخ، وآلام البطن، وفقدان الوزن والتعب. وقال البروفيسور أليسيو فاسانو مدير مركز البحوث في مستشفى ماساتشوستس العام :”أحد الآثار الجانبية للمسكنات أنها قد تزيد نفاذية الأمعاء، لكن السماح بمرور الغلوتين استعداد وراثي، يمكنه أن يطوّر مرض الاضطرابات الهضمية والحساسية للغلوتين، ويعتقد أن الحالة تكون أسوأ لدى من يتناولون المسكنات بعد ممارسة الرياضة". وكانت دراسة أخرى نشرت في مجلة الطب والعلوم كشفت أن المسكنات يمكن أن تسبب أضراراً معوية إذا تم تناولها بعد ممارسة الرياضة، حيث يصيب الضرر سطح الأمعاء، ويحد من قدرتها على امتصاص المواد الغذائية. ولا يوجد علاج لمرض الاضطرابات الهضمية، لكن يمكن التحول إلى نظام غذائي خالٍ من الغلوتين للمساعدة على السيطرة على الأعراض ومنع حدوث مضاعفات على المدى الطويل.