تساهم زراعة الحناء في تحقيق تنمية اقتصادية وتضامنية بمنطقة فم زكيد التابعة لإقليم طاطا وذلك عبر خلق أزيد من 40 ألف يوم عمل سنويا. وحسب معطيات للمديرية الإقليمية للفلاحة، فإن زراعة الحناء، التي تمتد على مساحة تفوق 250 هكتارا ويبلغ معدل إنتاجها 19 قنطارا في السنة، تدر على ساكنة المنطقة أكثر من 30 مليون درهم سنويا. ومن أجل تثمين وتحسين جودة إنتاج الحناء ورد الاعتبار لهذا الموروث المحلي، وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري خارطة طريق تندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر للنهوض بسلسلة الحناء وتحديث أساليب الإنتاج. وقامت المديرية الإقليمية للفلاحة بطاطا، في هذا الإطار، بتقديم الدعم لعدد من الجمعيات والتعاونيات لخلق مشاريع تضامنية منها على الخصوص تمويل مشروع إنتاج وتثمين الحناء لفائدة جمعية "الخنوك للتنمية" بغلاف مالي يقدر بأزيد من 212 ألف درهم. كما ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باعتمادات مالية تقدر ب 180 ألف درهم من أجل إحداث منطقة سقوية تعتمد على طرق عصرية للري ومد قنوات للسقي لجل الضيعات الفلاحية التي تهتم بزراعة الحناء بالجماعة القروية أيت وابلي. واستطاعت الجمعيات والتعاونيات أن تطور سلسلة إنتاج الحناء من خلال خلق وحدات لصنع وتلفيف منتجات طبيعية خالية من المواد الكيماوية تخص النقش بالحناء وصباغة الشعر والزيوت المخصصة للشعر بالإضافة إلى صنع الصابون ومنظف الشعر. وتعترض زراعة الحناء باقليم طاطا مجموعة من الإكراهات منها على الخصوص تراجع المساحات المزروعة بشجرة الحناء ومنافسة الزراعات البديلة (البطيخ الأحمر) وقلة اليد العاملة بسبب الهجرة القروية والاستغلال غير المعقلن للفرشة المائية ومشكل التسويق واعتماد المزارعين على تقنيات تقليدية في الإنتاج.