وقع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وشركة الخطوط الملكية المغربية، اليوم الخميس بالرباط، اتفاقية شراكة تتعلق ببرنامج للتكوين في مجال حقوق الإنسان لفائدة موظفي الشركة. وتندرج هذه الاتفاقية، التي وقعها رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد إدريس اليزمي، والرئيس المدير العام للشركة السيد إدريس بنهيمة، في إطار تقوية علاقات التعاون والتشاور والتنسيق بين الطرفين، لتعزيز القيم الكونية لحقوق الإنسان. وبموجب هذه الاتفاقية، يلتزم المجلس الوطني لحقوق الإنسان بدعم برامج التكوين التي أطلقتها الشركة في مختلف مجالات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. وينشط هذه البرامج التكوينية خبراء معترف بهم من طرف المجلس، حيث سيستفيد منه 1500 موظف وإطار بالخطوط الملكية المغربية. وتتعهد الشركة، بالإضافة إلى تمويل برامج التكوين المنظمة لفائدة أطرها وموظفيها، بموجب هذه الاتفاقية، بدعم أنشطة المجلس الوطني في مجال النهوض بحقوق الإنسان، وكذا المشاريع المتعلقة بتنمية ثقافة حقوق الإنسان، كما ستعمل الشركة على إشراك المجلس في جميع الأنشطة والتظاهرات ذات الصلة بالمجالات التي تشكل موضوع هذه الاتفاقية. وقال السيد اليزمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إن ما يقارب مليون مسافر يستعملون عمليا أسطول الخطوط الملكية المغربية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، وقد تنشأ، بشكل إرادي أو غير إرادي، مشاكل تتعلق بالتمييز إزاء الركاب (..) والرهان تحديدا هو تكوين موظفي الشركة على رصد كل الحالات التي قد تؤدي إلى تمييز"، وذكر، في هذا السياق، بوجود مقتضيات واضحة في الدستور تنص على محاربة ظاهرة التمييز. من جهته، أكد السيد بنهيمة، في تصريح مماثل، أنه يتعين على الشركة أن تكون لها حساسية خاصة إزاء كل ما يمكن أن يعتبر ظاهرة تمييز، وذلك بالنظر لكون أنشطتها تستهدف 80 بلدا، علاوة على تشغيلها لموظفين من 35 جنسية، ما يجعلها تواجه كل يوم تعددية ثقافية ودينية ولغوية. وأضاف أن "ظواهر التمييز على متن الطائرات تتم بطرق لا واعية، وهذا يتطلب - ليس فقط التركيز على القيم التي يحملها موظفونا - بل على تمكينهم من تكوين، وهذا يقتضي عملا عميقا للتعرف على مفهوم التمييز". وأعرب، من جهة أخرى، عن سعادته لكون المجلس الوطني لحقوق الإنسان استجاب لطلب الشركة المتعلق بتمكين موظفيها من تكوين في مجال حقوق الإنسان. وفي سياق متصل، أكد السيد اليزمي، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الاتفاقية تروم تقوية قدرات مختلف الفاعلين في المجالات التي تشملها الاتفاقية، خاصة ما تعلق بالنهوض بفكر حقوق الإنسان، والنهوض المشترك بمنجزات المغرب في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية والمواطنة. وأضاف أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن مسلسل من المبادرات التي يقوم بها المجلس في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان بمعية مختلف الشركاء من القطاعات الحكومية أو المؤسسات العمومية وشبه العمومية، أو المجتمع المدني ووسائل الإعلام، مع التذكير في الآن ذاته بالعمل الذي يقوم به المجلس في كامل التراب الوطني داخل المؤسسات التعليمية والجامعات ومعاهد التكوين. وفي السياق ذاته، قال السيد بنهيمة إن الخطوط الملكية المغربية بادرت باللجوء إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان "إيمانا منا بالدور الفعال لهذه المؤسسة في نشر ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية والأخوة والتسامح". وأضاف أن فكرة التوصل لهذه الاتفاقية جاءت انطلاقا "من تشبثنا في الخطوط الملكية المغربية بنفس القيم العالمية، لذلك لم نتردد في الانخراط في برنامج التكوين الذي سهر على إنجازه خبراء مشهود لهم بكفاءتهم على المستوى الدولي". تجدر الإشارة إلى أن 1500 موظف بالخطوط الملكية المغربية سيستفيدون من هذا البرنامج التكويني، الذي يركز على مبادئ حقوق الإنسان، وقيم التسامح والانفتاح على الآخر. وتعمل الشركة، التي يسير أسطولها رحلات في اتجاه أزيد من أربعين بلدا، بنقل أكثر من ستة ملايين مسافر سنويا ينتمون لجنسيات وأديان مختلفة.