جلالة الملك يترأس مراسم التوقيع على اتفاقية تتعلق بمساهمة صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تنمية شركة الخطوط الملكية المغربية ترأس جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الخميس، بالقصر الملكي بالرباط مراسم التوقيع على اتفاقية تتعلق بمساهمة صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تنمية شركة الخطوط الملكية المغربية. ووقع هذه الاتفاقية صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية وكريم غلاب وزير التجهيز والنقل وعبد الواحد القباج رئيس مجلس الإدارة الجماعية لصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإدريس بنهيمة الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية. وتأتي مساهمة صندوق الحسن الثاني، غداة التوقيع على العقد - البرنامج بين الدولة وشركة الخطوط الملكية المغربية، والذي يحدد مخطط إعادة هيكلة الشركة وتداعيات تنفيذه بهدف ضمان استمراريتها وتقوية قدرتها التنافسية وبالتالي ضمان استدامة تنميتها. وتندرج مساهمة صندوق الحسن الثاني في تفعيل هذه الإستراتيجية في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى الحفاظ على إشعاع المغرب، والنهوض بالسياحة والتنمية المجالية، من خلال الرحلات المحلية مع الأخذ بعين الاعتبار مساهمتها في نقل الجالية المغربية بالخارج. وسيمكن تطوير شركة الخطوط الملكية المغربية من المحافظة على تواجدها على الساحة الدولية ومن الاضطلاع بدور هام على صعيد منطقة البحر الأبيض المتوسط والقارة الإفريقية. وخلال هذه المراسم التي حضرها رئيس الحكومة عباس الفاسي، ألقى إدريس بنهيمة الكلمة التالية بين يدي جلالة الملك: باسم الله الرحمان الرحيم بعد تقديم ما يليق بمقامكم الشريف من فروض الطاعة والولاء يتشرف خديم أعتابكم الشريفة بتقديم الخطوط العريضة للسياق العام الذي تندرج فيه هذه الاتفاقية بين صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والشركة الوطنية للخطوط الملكية المغربية. صاحب الجلالة، لقد اضطلعت الخطوط الملكية المغربية على الدوام بدور أساسي في تطوير قطاع النقل الجوي بالمغرب، باعتباره محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكشركة وطنية، واكبت الخطوط الملكية المغربية، دائما بفخر وعزم، التحديات والأوراش الكبرى للمملكة، ولاسيما في مجال النهوض بالسياحة وتنمية الجهات، ودعم أفراد الجالية المغربية بالخارج، والإسهام في الإشعاع الدولي لبلدنا. وعلى سبيل المثال، وتنفيذا للتعليمات السامية لجلالتكم، قامت الخطوط الملكية المغربية، على مدى الفصل الأول من سنة 2011، بترحيل المواطنين المغاربة الذين واجهوا صعوبات في بعض بلدان القارة. واليوم، تجدد الخطوط الملكية المغربية التأكيد على طموحاتها في مواصلة المشاريع المنجزة خلال العشر سنوات الماضية: وهكذا فمضاعفة الرحلات بنقل أزيد من ستة ملايين مسافر، واقتناء 30 طائرة إضافية، وتوسيع الشبكة إلى قرابة 80 بلدا و1500 رحلة أسبوعية، كلها عناصر تجعل الخطوط الملكية المغربية ضمن الفاعلين الأوائل في مجال النقل الجوي على الصعيد الإفريقي. كما جعلت الخطوط الملكية المغربية من الدارالبيضاء أرضية رئيسية، من خلال جعلها في ظرف خمس سنوات أول مركز جوي إفريقي في ما يتعلق بتدفق الرحلات بين القارة الإفريقية وأوربا. صاحب الجلالة، يتجسد تحرير النقل الجوي بالمغرب، الذي تم الانخراط فيه منذ 2003، في تحول هام على مستوى المناخ التجاري للخطوط الملكية المغربية. وبالفعل تضاعفت قدرة الشركات المنافسة ب 12 مرة، حيث انتقلت من 550 ألف مقعدا بالنسبة لسنة 2006 إلى أزيد من سبعة ملايين مقعد بالنسبة لسنة 2010، وهو ما خلق وضعية جد تنافسية جعلت الخطوط الملكية المغربية أمام متطلبات تنافسية جديدة. من جهة أخرى، تشكل انعكاسات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي برزت سنة 2008، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط، تحديا كبيرا بالنسبة لتطوير الشركة في السنوات المقبلة. وأمام هذا المناخ، ولإنجاز هذه التطلعات، ستركز الشركة مجددا على صلب مهنتها، وتحديث أسطولها، وعقلنة إنتاجها، وتمويل برنامجها الطموح للاستثمار الذي تقدر قيمته ب 9،3 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة. إن التوقيع على هذه الاتفاقية، أمام جلالتكم، والتي تعكس الرعاية الملكية السامية التي نتشرف بها، يعطي دفعة جديدة للخطوط الملكية المغربية تمكنها من ضمان استمرارية المقاولة وتطورها، ودعم نشاط الخطوط الملكية المغربية، طبقا لتوجيهاتكم السامية النيرة، خاصة في مجال إشعاع وجهة المغرب وتحسين الخدمة المقدمة للجالية المغربية بالخارج، وتحقيق التنمية الترابية والنهوض بالسياحة. واسمحوا لي جلالتكم، باسم مجموع العاملين بالخطوط الملكية المغربية، أن أعبر عن افتخارنا وعميق امتناننا لما تضمنته هذه الاتفاقية، والتزامنا، بكل تفان، ببذل كل الجهود حتى نكون في مستوى توجيهاتكم. والسلام على المقام العالي بالله.