قتل شخصان الاربعاء وانقذ 164 اخرون في غرق عبارة كانت تقل 459 راكبا معظمهم من التلاميذ قرب السواحل الجنوبية لكوريا الجنوبية، ولا تزال عمليات البحث مستمرة، فيما هناك 293 شخصا لا يعرف مصيرهم. ويخشى المسؤولون على مصير المفقودين اذ ان العبارة مالت كثيرا قبل غرقها وقد يكونوا عالقين في داخلها. وقالت الاستخبارات الاوكرانية الاربعاء انها اعترضت اتصالات تفيد بان القيادات العسكرية الروسية في شرق البلاد اصدرت اوامر للمقاتلين الموالين للكرملين ب"اطلاق النار للقتل" بعدما باشرت كييف عملية عسكرية لطردهم. وجاء في بيان للاستخبارات الاوكرانية ان الاتصالات التي اعترضتها "تبين ان ضباطا نظاميين في الاستخبارات العسكرية الروسية يقودون بكل وضوح عمليات التآمر في شرق اوكرانيا، واصدروا اوامر باطلاق النار للقتل ضد الجنود الاوكرانيين". وتم تأكيد مقتل شخصين هما امراة من افراد طاقم العبارة وتلميذ. وكانت السفينة انقلبت بعد ساعتين على ارسالها اشارة طوارئ عند الساعة التاسعة صباحا (00:00 تغ). وتراجعت الحكومة عن حصيلة سابقة افادت فيها عن انقاذ 368 راكبا، واعلنت انها لا تستطيع تأكيد سوى انقاذ 164 شخصا. واشار متحدث باسم وزارة الامن والادارة العامة لي غيونغ اوغ الى ان مصير ال293 الباقين غير معروف، لافتا الى ان حصيلة الناجين التي اعلن عنها سابقا كانت نتيجة معلومات متضاربة من مصادر عدة. ولفت متحدث باسم وزارة البحرية في حديث الى وكالة فرانس برس الى ان العبارة كانت تقل 459 شخصا من ركاب وافراد الطاقم، وليس 477 كما ورد سابقا. واشار نائب وزير الامن الى ان زوارق تابعة للبحرية الكورية الجنوبية تواصل عمليات البحث، موضحا ان "المياه كانت تغمر العبارة بشكل شبه كامل". واعلن الاسطول الاميركي السابع ان السفينة العسكرية "بونهوم ريتشارد" التي كانت تقوم بدوريتها المعتادة في غرب الجزيرة الكورية، توجهت الى مكان العبارة للمساعدة. ونقلت محطات التلفزة صورا التقطت من الجو تظهر الركاب المذعورين وهم يرتدون سترات النجاة اثناء نقلهم. وانقذت سفن تجارية وأخرى للصيد الكثيرين كونها كانت اول من وصل الى المكان قبل عبارة اخرى حملت عناصر من خفر السواحل، فضلا عن زوارق البحرية المدعومة من الطوافات. وواجهت العبارة، وزنتها 6825 طنا، مشاكل على بعد 20 كلم من جزيرة بيونغ بونغ الجنوبية، وكانت بدات رحلتها من ميناء انشيون الغربي مساء الثلاثاء. وقال مسؤولون في خفر السواحل انهم تلقوا اتصال طوارئ عند الساعة التاسعة صباحا (00,00 تغ)، فيما وصفت الاحوال الجوية ب"الجيدة" مع رياح وامواج معتدلة. ولم يعرف سبب الحادث فورا، الا ان الركاب تحدثوا عن توقف العبارة بشكل مفادئ بعد سماع صوت عال ما يشير الى جنوح السفينة. وبينت الصور التي نقلتها محطات التلفزة ان السفينة مالت حوالى 45 درجة، كما ان المياه غمرتها بالكامل ولم يبق سوى جزء بسيط من مؤخرها عائما فوق المياه. واعرب مسؤول محلي وصل الى مكان الحادث بعد ساعة على غرق العبارة عن "قلقه الكبير" على مصير المفقودين. وقال في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان "السفينة كانت غرقت بالكامل تقريبا عندما وصلت اليها. الكثيرون قد يكونوا علقوا" فيها. المياه في المنطقة باردة ولا تتخطى درجة حرارتها حوالى 12,6 درجة مئوية. ومن بين الركاب على متن العبارة المتجهة الى جزيرة جيجو، اكثر من 300 تلميذ كانوا يسافرون مع 14 مدرسا من مدرستهم في انسان في جنوب سيول. وكان على متن العبارة ايضا طاقما من 29 شخصا، فضلا عن 150 سيارة. وقال احد التلامذة لمحطة "واي تي ان" عبر الهاتف "سمعت صوتا عاليا جدا وبدأت العبارة فجأة بالانحراف"، مضيفا ان "بعض اصدقائي سقطوا بشكل عنيف واخذوا ينزفون. قفزنا في المياه والتقطتنا زوارق الاغاثة". وتجمعت عائلات التلامذة في المدرسة في جو من الفوضى وكانوا ينهرون مسؤولي المدرسة ويحاولون بشكل هستيري الاتصال بابنائهم. وروت والدة احد التلاميذ ل"واي تي ان" انها تحدثت مع ابنتها التي قالت انه تم انقاذها مع عشرة آخرين، موضحة انها قفزت في المياه قبل انقاذها. وتتنقل مئات العبارات يوميا بين البر الرئيسي لكوريا الجنوبية وجزرها العديدة، وتبقى الحوادث نادرة نسبيا. ولكن في تشرين الاول/اكتوبر 1993 شهدت المنطقة اسوأ حوادثها حيث قتل حوالي 300 شخص في غرق عبارة قبالة السواحل الغربية.