يحتفل باليوم العالمي ( للمعاق)، وكأن في هذا العالم فرق بين بني البشر، فعالمنا البشري لا يطبعه الكمال " الكمال لله تعالى "، وحتى لا يكون تأثير على نفسية (المعاق)، تم استبدال هذا الأخير بمصطلح " ذوي الاحتياجات الخاصة "، ليأتي تقرير منظمة الصحة العالمية متوازيا مع المصطلح البديل . ذوي الاحتياجات الخاصة كما سلف الذكر، مصطلح أو قطعة غيار لكلمة معاق، في حين يجب التحفظ على كلا المصطلحين أو وضعهما بين قوسين، ذوي الاحتياجات الخاصة يختلفون باختلاف حاجياتهم ، ويصنف في هذا الإطار كل البشر ، و الكل له احتياجاته الخاصة ، قد لا يستغني المرء عن نظاراته الطبية ، يكاد يحملها أينما هب و دب ، وقد تلازم البعض سماعة أذنه لأنه أضحى عاجزا عن التقاط دبدبات الصوت من أمكان معينة ، وقد يحتاج البعض كرسيه المتحرك للتنقل من مكان لآخر ، وقد يحتاج البعض لأقراص طبية (مسكنات ) حتى يستطيع النوم لسويعات ، وقد يحتاج لبعض الآخر إلى حقنات يومية تخفف عنه مخاطر ارتفاع السكري و الضغط الدموي ، وعقاقير لتخفيض نسبة الكلسترول و حتى تنعم عروق دمه بالقليل من الراحة وتخفيفا من خطر التصلب ، بشكل أو بآخر يبقى رهين العقاقير و المسكنات ، إثر الإصابة بأمراض مزمنة أو شبه مزمنة ، قد يحتاج البعض الآخر إلى قنينة خمر أو علبة سجائر أو " ميلة حشيش " يومية ، يقال بالعامية " نقاد الراس " ، وكأن رأسه مختلف عن الآخرين . و من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا المصاب بنوبات نفسية شبه حادة أو حادة ، تجعل منه أحيانا شخصا لا واعي ، بحاجة إلى مرافقة متابعة طبية من طرف معالجين أخصائيين نفسيين، وتناول أدوية ، كما يمكن تصنيف كل الاضطرابات النفسية احتياجات خاصة ، منها الوساوس و الحسد واللاجئين لعوالم الخوارق المظلمة ، من سحر و شعوذة و دجل ، يطلبون دعم وبركات الموتى ، إما للشفاء أو تنمية المال أو الزواج إلى غير ذلك . يقول أبو العلاء المعري في إحدى أبياته الشعرية : إذا جاءتك ملامتي من ناقص **** فهي شهادة لي بأني كامل والسياق الذي جاء فيه البيت الشعري هنا مطابق لما نعيشه على أرض الواقع في المغرب ، فترى الشخص يسب الآخر، بما فيه بكلمات غليظة تسيء له كقول ( المعوق ... ) ويرى نفسه قد أصاب ، لكن في الواقع قائل مثل هاته الكلمات أصلا به إعاقة " إعاقة الضمير الإنساني و الأخلاق ". إحفظ لسانك أيها الإنسان **** ليلدغنك إنه ثعبان عندما ترى ( الصم البكم ) ، يبتسم و يقرأ الجرائد و المجلات و الكتب ، بل و ينعش المخزون الفكري الوطني بمقالات و روايات و كتب ، تأكد أن الرسول عليه السلام صادق أمين عندما وصف اللسان بجالب الشر ، (فالصم و البكم ) تكون أحيانا نعمة في مجتمع لا يثقن سوى الغيبة والنميمة ، وقول الفحش و نشره في المجتمع. عندما ترى الضرير ، يمضي مبتسما ، بل ويرغب في التعلم و الدراسة وقراءة الكتب ، وتراه يحفظ القرآن بالاستماع إليه بصوت مقرئين أو قراءته على طريقة " برايت " ، فاعلم أن عينيك نقمة حين ترصد بها عورات الآخرين من نسوة و فتيات في الشارع . عندما ترى إنسان خلق بلا يدين، أو بترت إحداهن، فاعلم أنها نعمة من الله، فغيره يسرقون بها أموالا لا تحل لهم، و يوقعون بها أوراق تضيع مصالح الآخرين. رأى أحد الأطفال رجل عجوز يمشي بانحناء وقد تقوست ظهره فقال له مستهزئا : " شحال القوس أمول القوس " ، فقال له : " دابا تكبر أولدي و تاخدوا فابور " ، والعبرة أن الأيام في مدارها المستمرة ، لربما يأتي يوم ما يصاب الإنسان فيه بحادثة سير يفقد بها أحد أطرافه ، أو يصاب بصدمة نفسية قويه قد تفقده عقله . الإعاقة في رأيي هي التكبر و الخيلاء فمن تكبر و تجبر سقط وانكسر، أو النظر للشخص بنظرة ازدراء و احتقار، أو التقليل من قيمته بقول مثلا " مسكين "، فمهما افترقنا واختلفنا فنحن بشر ، فلا يجب للإنسان تنزيه نفسه ووصفها بالكمال فبني البشر لا يخلوا من عيب أبدا.