حذر مدير ديوان الرئاسة الجزائرية أحمد أويحيى من "حزام نار" يحيط ببلاده بسبب عدم الاستقرار الذي تشهده بعض دول الجوار داعيا الى عدم مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال أويحيى الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء خلال تجمع شعبي الليلة الماضية ان مقاطعة الانتخابات الرئاسية تعني "نفي أو الغاء الدولة ومؤسساتها".
ويقول مراقبون إن هذا التحذير يكشف عن حالة شعور حقيقي بالقلق من نجاح دعاة المقاطعة للحدث الانتخابي من المعارضة في حشد رأي عام قوي بات مقتنعا بأنه لاجدوى من المشاركة في هذه انتخابات لا يمكن وصفها بغير "المسرحية المهزلة".
وقررت "تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسيّة"، والتي تضمّ جمعا مهمّا من أحزاب المعارضة الجزائرية من أبرزها “حركة مجتمع السلم” و”حركة النهضة” و”جبهة العدالة والتنمية”، فضلا عن عدد من الشخصيات المنسحبة من سباق الرئاسة على غرار رئيس الوزراء الجزائري الأسبق أحمد بن بيتور، وكذلك سفيان جيلالي، مقاطعة الانتخابات وحث الجزائريين على الاقتداء بها، ردا على إعلان بوتفليقة ترشحه لخوض الانتخابات للمرة الرابعة.
ويقول معارضو ترشح بوتفليقة للانتخابات الرئاسية إن ترشحه يعني أن النتيجة اصبحت محسومة سلفا لفائدة الرئيس المريض.
في الاثناء، قرّرت حركة "بركات" (كفى) الرافضة بدورها للعهدة الرابعة لبوتفليقة، إخراج نشاطها من الجزائر العاصمة ونقله إلى مختلف ربوع البلاد من "أجل إضفاء الطابع الوطني على مشروعها وأفكارها".
وفي هذا السياق، نظّمت "بركات"، في مدينة بجاية (250 كلم شرقي العاصمة)، تظاهرة أمام مقر الولاية بمشاركة المئات من أنصارها والعديد من النقابيين والناشطين السياسيين وفنانين، حيث تمّت المطالبة بتغيير النظام ورفض رئاسيات 17 أبريل الجاري.
وهتف المتظاهرون، خلال هذه الوقفة الاحتجاجيّة الأولى من نوعها لحركة "بركات" خارج العاصمة، ضدّ ما وصفوه ب"المهزلة الانتخابية" و"جزائر حرّة ديمقراطية" و"سئمنا من هذا النظام"، ودعا المشاركون في كلماتهم إلى إقرار فترة انتقالية ديمقراطية وسلمية، مشدّدين على رفضهم الانتخابات الرئاسية القادمة.
ويتنظر أن تنظم الحركة تظاهرات مماثلة في كل من مدينتي "عنّابة"، أقصى شمال شرق الجزائر، ومدينة "البيض" بالجنوب الغربي للبلاد.
ودعا أويحيى للتصويت لولاية جديدة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
يذكر ان الرئيس بوتفليقة ناشد جميع الجزائريين للمشاركة في الاستحقاق الرئاسي المقرر اجراؤه في ال17 من أبريل الجاري "لاختيار من يرونه الأصلح لقيادة البلاد".