نظم، اليوم الخميس بقصر المؤتمرات بالداخلة، حفل لتوزيع الجوائز على الفائزين الخمس الأوائل في المباراة الدولية للهندسة المعمارية، لاختيار أحسن مشروع لإنجاز مؤسسة متحفية بالمدينة بمواصفات عصرية ستخصص لتثمين الموروث الثقافي والتراث المادي واللامادي للمغرب الصحراوي. وأشرف على توزيع الجوائز على الفائزين في هذه المباراة الدولية والي جهة وادي الذهب لكويرة عامل إقليم وادي الذهب، السيد لمين بنعمر، وعامل إقليم أوسرد السيد عبد الرحمان الجوهري، والمدير العام لوكالة الجنوب السيد أحمد حجي، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد إدريس اليزمي، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف السيد المهدي قطبي، ورؤساء المجالس المنتخبة ومدير شركة فوسبوكراع. وقد فازت بالجائزة الأولى في هذه المباراة مجموعة المهندس المعماري عمر الكبيطي، الذي قال إنه استوحى في مشروعه مجال المغرب الصحراوي وخصوصياته الثقافية لإنجاز هذا المشروع، الذي سيقام على مساحة تفوق 4400 متر مربع مبنية، فضلا عن مساحات خارجية مرتبطة بها ومنها مدخل المتحف. وأضاف المهندس المعماري الكبيطي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المؤسسة المتحفية، التي ستنجز على شكل خيام منفتحة على بعضها وتمتح من التراث المحلي، روعي في هندستها المعمارية وفي وظيفتها، بالإضافة إلى استلهام المكونات الثقافية والتاريخية للمغرب الصحراوي، الحفاظ على الهوية والأصالة المغربية في تنوعها والانفتاح على الثقافات الأخرى. وألقيت، خلال هذا الحفل الذي حضره أيضا عدد من رؤساء المصالح والفعاليات المحلية، كلمات أجمعت على أهمية إحداث هذه المؤسسة المتحفية بالداخلة في مجال المغرب الصحراوي الغني بتراثه وبمؤهلاته الثقافية، ويحتضن عمق الوجود البشري وعراقة القيم التي تجسد المشترك الإنساني. وقد نوه السيد أحمد حجي بكافة الشركاء في تبني ودعم هذا المشروع، مبرزا أن رؤية صيانة التراث المادي واللامادي للأقاليم الجنوبية بالمملكة تمثل ركيزة جوهرية في الإستراتيجية التنموية التي تتبناها السلطات العمومية. وقال "نريد لهذا القطب المتحفي أن يكون منارة وصرحا ثقافيا يشكل معلمة حضرية بامتياز داخل النسيج الحضري لعاصمة وادي الذهب، وواجهة أنيقة تترجم رفعة وسمو المعايير العمرانية، وتؤكد عبقرية الإبداع الهندسي عندما يمتح ويستقي أسسه من مرجعية تثمين الهوية الثقافية للمغرب الصحراوي". وأعرب عن الأمل في أن "تضطلع هذه المؤسسة المتحفية بدور استثنائي في التعريف بحضارتنا عميقة الجذور، والتي يشكل مكونها الصحراوي قلبا نابضا وشريانا دافقا، وذلك ضمن تصور متحفي وتراثي يوثق لهذا العمق". وبعد أن ذكر بأهمية الموروث الثقافي في إدارة وتفعيل المخططات التنموية، أشار إلى أن مدينة الداخلة ستحتضن، من خلال هذه المؤسسة المتحفية، القطب الرئيسي في شبكة المؤسسات المتحفية بالأقاليم الجنوبية التي تضم متحفا للمعطيات الروحية والدينية بمدينة السمارة، ونواة متحفية تعنى بمجال الواحات اختيرت لها واحة تغمرت بإقليمكلميم لاحتضانها. وستحتضن المؤسسة المتحفية بالداخلة، يضيف السيد أحمد حجي، معرضا دائما ومعرضا مؤقتا للموروث الثقافي والمعطيات التاريخية والطبيعية للمغرب. كما ستضم أروقته ورشات للإبداع تساير الهوية الثقافية الصحراوية، وفضاءات تقنية وورشات لتصور وإنتاج معارض متنقلة تعرف بالموروث الصحراوي خارج محيط المؤسسة. من جهته، أبرز والي الجهة أهمية هذه المؤسسة المتحفية، مذكرا بالمنجزات الثقافية التي شهدتها الجهة التي استطاعت أن تعزز مكانتها في الساحة الثقافية الوطنية، بفضل إحداث بنيات ثقافية مهمة من ضمنها ثلاث دور للثقافة ومكتبتين للطفل ومكتبة وسائطية تحتضن المتحف الصغير للمغرب الصحراوي، فضلا عن احتضانها وتنظيمها لمجموعة من الأنشطة الثقافية الهامة. وأكد السيد إدريس اليزمي، من جهته، أن حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها تجعل من الحقوق الثقافية جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان، مبرزا أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان مؤسسة دستورية من بين أدوارها المساهمة في تفعيل الدستور المغربي 2011 الذي نص على الحقوق الثقافية وعلى التزام المغرب بكل المواثيق الدولية التي تنص كذلك على الحقوق الثقافية، والذي جعل من الثقافة الحسانية أحد الروافد الأساسية في الهوية المغربية التعددية. وذكر السيد اليزمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه منذ إنشاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية قام المجلس بعدة مبادرات في هذا الميدان ومن ضمنها إنشاء مركز للدراسات الصحراوية، وإحداث ماستر للدراسات الصحراوية، وتنظيم يوم دراسي حول موضوع إدراج الثقافة الصحراوية في المنظومة التعليمية، وإنتاج أول أنطولوجيا للموسيقى الحسانية وكل ذلك بطريقة تشاركية. وأشار إلى أن العرض الثقافي أصبح أحد المكونات الأساسية في كل مشروع تنموي، مبرزا، في هذا السياق، أهمية إحداث هذه المؤسسة المتحفية بمدينة الداخلة، في تعزيز المشروع التنموي الجهوي والحضاري لهذه المدينة الذي سيتعزز أكثر بفضل الشراكات والانفتاح على كل التراث المادي واللامادي الموجود بالمنطقة.