أفادت إحصائيات أعلنت خلال مؤتمر دولي مهني حول "بطاطس المغرب''، نظم اليوم بالجديدة من قبل "كرين سمايل" (مؤسسة استشارية في المجال الفلاحي)، أن الانتاج الوطني من البطاطس يقدر بأزيد من 4ر1 مليون طن سنويا يوجه أساسا إلى السوق المحلية. ويشارك في هذه التظاهرة أزيد من 200 شخص يمثلون مختلف المتدخلين في القطاع من منتجين ومصدرين ومستثمرين وممونين ومؤسساتيين من فرنساوبلجيكا وسويسرا وألمانيا والمغرب. ويهدف هذا المؤتمر، المنظم لأول مرة بالمغرب، إلى ربط علاقات تعاون بين مهنيي قطاع البطاطس والتداول حول المشاكل التقنية والتجارية الخاصة بهذا القطاع، بحيث سيتم التطرق إلى القضايا المتعلقة بمجالات الإنتاج والأصناف والتسميد ووقاية النباتات والتعبئة والقضايا التجارية، فضلا عن مناقشة وعرض بعض الاقتراحات التي من شأنها تحفيز الصادرات المغربية، وتزويد المنتجين بتقنيات وأساليب إنتاج ناجعة لمرحلتي ما قبل وما بعد جني المحاصيل، خاصة في ما يتعلق بالتخزين والتعبئة. وأوضح المشاركون في هذا المؤتمر أنه بالرغم من كون البطاطس تعد من بين أكثر الخضر استهلاكا بالمغرب، فإنها تشكل الحلقة الاضعف في الفلاحة المغربية لكونها لم تستفد من إجراءات الدعم والتشجيع لرفع مستواها وتأهيلها باعتبارها قطاعا أساسيا في الاقتصاد الوطني كما أن غالبية الفاعلين به من متوسطي وصغار الفلاحين. وبعد التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات محفزة لتنظيم هذه المهنة من خلال إطلاق إنتاج وطني كاف من الشتائل المصدقة لتحسين قدرات القطاع وخلق قطاع مستقل واستئناف التصدير إلى أوروبا والأسواق الافريقية الصاعدة، أشاروا إلى أن صادرات هذا القطاع بالمغرب تعرف تدنيا مضطردا منذ عقد من الزمن حيث أصبحت حاليا تتأرجح بين 10 و30 ألف طن سنويا، وأضحت تحتل وضعا هامشيا عكس ما كانت عليه خلال سنوات الثمانينيات والتسعينات حيث كانت تتجاوز غالبا ال100 ألف طن سنويا، مقابل ذلك لم تتوقف الواردات عن التزايد حيث تقدر بحوالي 40 إلى 60 ألف طن في السنة. وأبرز المشاركون أن المغرب يتوفر على إمكانيات مهمة لإنتاج كميات كافية وقادرة على تحقيق قدر من الإستقلال عن الخارج بالنسبة لبذور البطاطس، موضحين أن ذلك يتطلب اختيار مناطق جغرافية ذات مناخ بارد يمنع تكاثر الحشرات الناقلة للأمراض الفيروسية، والعمل على وضع سياسة تعاقدية تحفيزية بهدف استحداث مهنة المنتجين المكثرين لبذور البطاطس. وأضافوا أن المنتجين المغاربة أصبح لديهم وعي متزايد بضرورة تحسين تقنيات الإنتاج من أجل الاستجابة بشكل أفضل لمتطلبات السوق المحلي واسترجاع حصتهم في سوق الصادرات، مبرزين أهمية هذا القطاع في التنمية الاقتصادية الوطنية. وأوضح السيد محمد زهيدي خبير في القضايا الزراعية وعضو الفدرالية البيمهنية لانتاج وتصدير الفواكه والخضر، أن إنعاش صادرات المغرب من البطاطس يحتاج إلى وضع خطة عمل نوعية لإسترجاع الأسواق الخارجية التقليدية، مشيرا إلى أن تراجع النشاط التصديري للبطاطس أدى إلى تأخر كبير في تبني الممارسات الزراعية السليمة وإجراءات الجودة التي أصبحت حاليا معممة في أغلب قطاعات الخضر المعدة للتصدير. وأوضح السيد زهيدي أنه إذا كان اعتماد أساليب الري الموضعي قد سمح بتحسين مستوى الإنتاجية، فإن التقنيات النباتية الأخرى لم تعرف أي تطور مهم منذ السبعينات، بل لازالت هناك أصناف قديمة من الأربعينيات تزرع بشكل واسع بالمغرب وهي أصناف لم تعد تستجيب لمتطلبات الأسواق الخارجية، مؤكدا على ضرورة تطوير مرحلة ما بعد الجني على صعيد التعبئة والتخزين التي تعتبر من أهم الشروط الضرورية لإنعاش صادرات المغرب من البطاطس البكرية وتوجيه مهنيي القطاع الى الصناعة التحويلية. ومن جهته أوضح رئيس قسم تسيير شبكة الري بالمكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي بدكالة السيد عبد الحق كميمي، أن تنظيم هذا الملتقى من شأنه تشجيع الفلاحين على إعادة الاهتمام بقطاع البطاطس من خلال الإطلاع على كافة عوامل الانتاج وتحسيسهم بأهميته الاقتصادية، داعيا إلى ضرورة تطويره عبر اختيار البدور المصدقة واعتماد تقنية الري بالتنقيط. وأشار في هذا السياق، إلى أنه في إطار المخطط الفلاحي الجهوي، هناك مشروع أفقي لتأهيل البنيات التحتية للري وتحويلها إلى نظام السقي بالتنقيط المقتصد في الماء والأسمدة ويساهم في تحسين جودة الانتاجية والمردودية، مذكرا بأن منطقة دكالة عبدة تتوفر على 4200 هكتار موجهة لهذا الإنتاج تنتج حوالي 120 ألف طن من البطاطس سنويا. وسيتناول المشاركون مواضيع تهم "أصناف البطاطس..أية خيارات" و"أعداء زراعة البطاطس"، و"نظام الإنذار لمراقبة مرض الميلديو (مثال بلجيكا والصين)"و"تقنيات نباتية ومكننة" و" التخزين.. نقطة ضعف القطاع" و" التسويق..من أجل تثمين أمثل لمنتوج البطاطس" و"مسببات أمراض البطاطس..المظاهر الوبائية من أجل شهادة المصادقة وأنظمة الإنتاج" و"إنتاج الشتائل وآفاق الجودة" و"القطاع الصناعي ..أية تطورات" و"إنعاش الصادرات".