بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تتسابق وسائل الإعلام الدولية في تمجيدها وتحدو حدوها التلفزة المغربية،وتتنوع مظاهر هذا التمجيد مابين وصلات وقصاصات أخبار وأحيانا تنحي الرجال لفسح المجال أمام النساء حيث يشكلن كامل الطاقم المعد والمقدم لبرنامج معين أو لنشرة من النشرات الإخبارية ، وحينها يصدق البعض أن إعلامنا يحترم نساءنا . لكن هذا السراب يتبدد بمجرد مشاهدة وصلة من وصلات إشهار منتوج معين،أو مسلسل أو فيلم تلفزي مغربي، وحينها يقف الملاحظ البسيط على مدى تبخيس التلفزة المغربية للمرأة والذي من مظاهره اختزال المرأة في جسدها الذي يستثمر أسوأ استثمار للترويج لمنتوج معين ،وفي بعض الأحيان يتم إقحام هذا الجسد ولو بدون سياق بهدف لفت انتباه المستهلك ، ويزداد الطين بلة عندما يتعلق الأمر بمواد التجميل أو مواد التنظيف فتصبح الفرصة مواتية لتعرية هذا الجسد بشكل غير لائق تماما تقدم بعض الوصلات الإشهارية المرأة كمركب أو كثلة ثقيلة من المطالب التي تثقل كاهل الرجل من أجل الادعاء بأن شركة ما للاتصال خفضت تسعيرة المكالمات ، أو أن بنكا معينا يقدم قروضا بسهولة . إذا كانت بعض الوصلات الإشهارية تتفنن في تقديم المرأة كمتسلطة تارة وكصاحبة مطالب غريبة وغير واقعية تارة أخرى، فإن بعض الإنتاجات التلفزية من قبيل الأفلام والمسلسلات تساير هذا الطرح، فبمجرد دراسة ولو سطحية لشخصيات هذا المنتوج التلفزي يتضح مدى تبخيس المرأة حيث يتم تقديمها كبليدة ومحفزة على الانغماس في المحرمات ... وبالتالي تكرس لذا المشاهد صورة نمطية سلبية في غالبيتها عن المرأة . من المجحف تحميل مسؤولية تقديم صورة سلبية عن المرأة كاملة لوسائل الإعلام وحدها باعتبار أن هناك عدة متدخلين في إنتاج وتقديم مختلف الوصلات والبرامج التلفزية ، وما يحز في النفس أكثر هو أن معظم المتدخلين مثقفون وفنانون وأحيانا سياسيون يتشدقون مرارا بالحداثة والدفاع عن حقوق المرأة وضمنهم أيضا نساء.